التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب} إلى قوله: {ونحن له مسلمون}

          ░14▒ بَابُ: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة:133].
          3374- ذكر فيه حديث أبي هريرة قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلعم: مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ؟
          الحديث سلف قريبًا [خ¦3353]، ويأتي في التَّفسير [خ¦4689]، ويريد أكرمَ النَّاس أصلًا، لأنَّهم أربعةُ أنبياءَ، وهو رسولٌ وإبراهيمُ رسولٌ وهما صِدِّيقان، وإبراهيم خليلٌ، وكان يوسفُ وإخوتُه اثني عشر نبيًّا، وأبوهم نبيٌّ، وجدُّهم وأخو جدِّهم نبيَّان، وأبو جدِّهم نبيٌّ رسولٌ صدِّيق خليلٌ، وحَزِنَ يعقوبُ على يوسفَ حُزْنَ سبعين ثَكلى في غير حَرجٍ ولا شكوى إلى العِباد، وأُعطي أجرَ مئة شهيدٍ، فهم ستَّة عشر نبيًّا.
          وقوله: (فَعَنْ مَعَادِنِ العَرَبِ تَسْأَلُونِي؟) يُخبِرُ أنَّ أصحابَه أطيَبُ أصلًا في الجاهليَّة.
          وقوله (إِذَا فَقُهُوا) يقول: مَنْ كان على فقهٍ فاعلموا أنَّ له أصلًا في الجاهليَّة.
          فصلٌ: قال الطَّبَريُّ: {إِذْ} هذه مكرَّرة إبدالًا مِنْ (إذا) الأولى، و{مُسْلِمُونَ} خاضعون له بالعبوديَّة والطَّاعة، ويحتمل أن يكون بمعنى الحال، كأنَّهم قالوا: نعبد إلهك مسلمِين له بطاعتنا وعبادتنا إيَّاه، ويحتمل أن يكون خبرًا مستأنَفًا، فيكون بمعنى: نعبد إلهك بعدَك، ونحن له الآن وفي كلِّ حالٍ مسلمون قال: والأحسن أن يكون بمعنى الحال وقدَّمَ ذكر إسماعيل على إسحاق لأنَّه كان أسنَّ.
          قال السُّهَيليُّ: سُمِّي يعقوبُ إسرائيلَ لأنَّهُ أَسْرَى ذات ليلةٍ حين هاجر إلى الله، أي: أسرى إلى الله، فيكون بعضُ الاسم عبرانيًّا، وبعضُه موافقًا للعرب، وكثيرًا ما يقع الاتِّفاق بين السُّريانيِّ والعربيِّ، أو يقاربه في اللَّفظ، وفي «المغرب»: إِسْرَائِيلُ وإِسْرَالُ كمِيكَالَ وإِسْرَائِينُ.