التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قول الله: {وهل أتاك حديث موسى.إذ رأى نارًا}

          ░22▒ بَابُ: قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى. إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا} إِلَى قَوْلِهِ: {طُوًى} [طه:9-12].
          3393- ذكر فيه حديث أنس بن مالكٍ، عن مالك بن صَعْصَعة، (أنَّهُ صلعم حَدَّثَهُمْ عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الخَامِسَةَ فَإِذَا هَارُونُ، قَالَ: هَذَا هَارُونُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ، ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالأَخِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ).
          هذا الحديث سلف مطوَّلًا غيرَ مرَّةٍ [خ¦3207]، ثمَّ قال: تَابَعَهُ ثَابِتٌ، وَعَبَّادُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، عن النَّبيِّ صلعم.
          متابَعةُ ثابتٍ أخرجَها مسلمٌ عن شَيبان، عن حمَّادِ بن سَلَمَة عنه.
          و(مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ): أخوه قيسُ بن صَعْصَعَةَ بنِ وهبِ بن عَديِّ بن مالكِ بن عَديِّ بن عامرِ بن غَنْمِ بن عَديِّ بن النَّجَّار، شَهِدَ أُحدًا، وفي الصَّحابة قيسُ بن صَعْصَعَةَ، روى حَبَّان بن واسعٍ عن أبيه قلتُ: يا رسول الله، وقيسُ بن أبي صَعْصَعَةَ عمرو بن زيدٍ الخَزْرَجيُّ المازِنيُّ، عَقَبيٌّ بَدْريٌّ، أميرُ السَّاقة يوم بدرٍ، وهو الَّذي قبلَه، وهذا أصحُّ.
          و(عَبَّادُ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ): روى عنه هشامٌ الدَّسْتوائيُّ وحمَّاد بن زيدٍ وخُلَيدُ بن حسَّان، لم يذكروه.
          ومعنى ({آنَسْتُ نَارًا} [طه:10]) وجدتُها وعلمتُ مكانها، والقَبَسُ: ما أُخذ مِنْ صُوفٍ أو قَصَبٍ أو فَتيلةٍ، وقال ابن فارس: القَبَسُ قَبَسُ النَّار وهو الشُّعلة، يُقال: اقْتَبَسْتُ الرَّجُلَ عِلمًا، وقَبَسْتُه نارًا، وقال ابن دُريد: قَبَسْتُ مِنْ فلانٍ نارًا واقْتَبَسْتُ منه عِلمًا، وقيل: القَبَسُ الجُذْوَةُ، وهي النَّار التي تأكلُها في طَرف عودٍ.
          ومعنى: ({سِيرَتَهَا} [طه:21]) حالتها، أي: سنعيدُها عصًا كما كانت.
          ({النُّهَى} [طه:54]) التُّقَى أو الوَرَعُ أو العقولُ أو الرَّأي، وجزم البخاريُّ بالأوَّل، وكلُّها متقارِبةٌ، لأنَّهُ مأخوذٌ مِنَ النُّهى، وواحدُها نُهْيَةٌ.
          وقوله: ({بِمَلْكِنَا} [طه:87]) أي (بِأَمْرِنا)، والمِلْكُ ما حَوَتْهُ اليدُ، وبالفتحِ المصدرُ، والمعنى واحدٌ، وقال قتادة: بطاقتِنا، ويُقرأَ {بِمُلْكِنَا} _بالضَّمِّ_ أي: بسلطاننا، وأُنكرتْ لأنَّهُم لم يكن لهم سلطانٌ إنَّمَا كانوا مستضعفين تُذَبَّح أبناؤُهم وتُسْتَحيا نساؤُهم.
          ({رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} [القصص:34]) ويُقال: مُعينًا ومُغيثًا، والجَُِذْوة: قطعةٌ _بالتَّثليث_ غَلِيظَةٌ مِنَ الخَشَبِ لَيْسَ فِيهَا لَهَبٌ.
          والعُقدة الَّتي كانت في لسان موسى لأنَّه أخذ جَمرةً فجعلها في فيه غُرًّا مِنِ امرأةِ فِرعونَ لتدرأ عنه عقوبة فرعون، لأنَّهُ أخذَ بلحيتِه فقال: هذا عدوٌّ لي، فقالت له: إنَّه لا يَعْقِلُ، و(كلَّما لَمْ يَنْطِقْ بِحَرْفٍ أَوْ فِيهِ تَمْتَمَةٌ أَوْ فَأْفَأَةٌ عُقْدَةٌ).
          و({أَزْرِي} [طه:31] ظَهْرِي): قاله ابن عبَّاسٍ، وقيل له أَزْرٌ لأنَّه محلُّ الإزار، وهو تمثيلٌ لأنَّ القوَّة في الظَّهر، أي: أشدُّ قوَّتي به، والصَّفُّ: المصلَّى.
          قال البخاريُّ: (هَلْ أتَيْتَ الصَّفَّ اليَوْمَ؟ يعني: المُصَلَّى الَّذِي يُصَلَّى فِيْه) وقال أبو عُبيدٍ: مصلَّى العيد، وقال أبو إسحاق: يجوز أن يكون المعنى: والنَّاس مصطفُّون مجتمعون لهم ليكونَ أعظمَ لأمركم وأشدَّ لهيبتكم.
          قال البخاريُّ: ({مِسَاسَ} [طه:97] مَصْدَرُ مَاسَّهُ مِسَاسًا)، ومعنى: {لَا مِسَاسَ} أي: عقوبتك في الحياة الدُّنيا ألَّا تخالَط ولا تُكلَّم.
          ({فَنَسِيَ} [طه:88]): أي: لم يذكر لكم أنَّه إلهُه، قاله ابن عبَّاسٍ، وقال الضَّحَّاك: ضلَّ عنه تَرَكَهُ وَمَضَى، وقيل: المعنى فنسي السَّامريُّ الإيمانَ، أي: فتركه، وأنَّه لمَّا عَبر البحر نافَق.
          وقوله: ({أَلَّا يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} [طه:89]) يُروى أنَّه لما خار مرَّةً واحدةً ولم يعاود الخوار، وفي بعض النُّسخ سوى ما سلف: <{هَوَى} [طه:81] شَقِيَ>، (قَالَ ابنُ عبَّاسٍ: {الْمُقَدَّسِ} [طه:12] المبارَك).
          قلت: و{الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ} [المائدة:21] الطُّور وما حوله، وقيل: أَرِيَحا، وقيل: دمشقُ، وقيل: فلسطينُ والأُرْدُنُّ.
          ({طُوًى} [طه:12] اسم الوادي).
          ({فَارِغًا} [القصص:10] إلَّا مِنْ ذكرِ موسى).
          ({يَبْطِشَ} [القصص:19] ويبطُشُ، {يَأتَمِرُونَ} [القصص:20] يتشاورون).
          ({سَنَشُدُّ} [القصص:35] سَنُعِينُكَ، كلَّما عَزَّزت شيئًا فَقَد جَعَلتَ له عَضُدًا).
          ({فَيُسْحِتَكُم} [طه:61] فَيُهْلِكَكُم).
          ({الْمُثْلَى} [طه:63] / يقول: بدِينكم، يُقال: خُذِ المُثْلَى، خذ الأمْثَل).
          وقوله: ({فَأَوْجَسَ} [طه:67] أَضْمَرَ خَوْفًا، فَذَهَبَتِ الوَاوُ مِنْ {خِيفَةً} [هود:70] بِكَسرِ الخَاءِ).
          ({فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه:71] على جُذُوعِ).
          ({خَطْبُكَ} [طه:95] بَالُكَ).
          ({لَنَنْسِفَنَّهُ} [طه:97] لَنُذْرِينَّه، الضُّحى: الحَرُّ).
          ({قُصِّيهِ} [القصص:11] اتَّبِعِي أثرَه، وقد يكون أن تَقُصَّ الكلامَ {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ} [يوسف:3]).
          ({عَنْ جُنُبٍ} [القصص:11] عَنْ بُعْدٍ، وعَنْ جَنَابةٍ. وقال مجاهد: {عَلَى قَدَرٍ} [طه:40] مَوعِدٍ).
          ({لَا تَنِيَا} [طه:42] لا تضعُفَا).
          ({مَكَانًا سُوًى} [طه:58] مُنْصِفٌ بَينَهُم).
          ({يَبَسًا} [طه:77] يابسًا).
          ({زِينَةِ الْقَوْمِ} [طه:87] الحُلِيُّ الَّذي استعاروا مِنْ آلِ فِرعَونَ).
          (فَقَذَفْتُهَا: ألقيتُها).
          ({أَلْقَى} [طه:87] صَنَعَ).
          ({فَنَسِيَ} [طه:88] هُم يَقُولُونَهُ: أخطأ الرَّبُّ).
          (لَا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا: العجلُ)، وستأتي جملةٌ مِنْ ذلك في تفسير سورة طه [خ¦65-6904].