التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب طوفان من السيل

          ░26▒ بَابُ: طُوفَانٍ مِنَ السَّيْلِ
          ويُقَالُ لِلْمَوْتِ الكَثِيرِ: طُوفَانٌ، القُمَّلُ: الحَمْنَانُ يُشْبِهُ صِغَارَ الحَلَمِ {حَقِيقٌ} [الأعراف:105] حَقٌ {سُقِطَ} [الأعراف:149] كُلُّ مَنْ نَدِمَ فقَدْ سُقِطِ فِي يَدِهِ.
          الشَّرح: الطُّوفان في اللُّغة: ما كان هلكًا مِنْ موتٍ أو سيلٍ، أي ما يطيف بهم.
          وقوله: (القُمَّلُ...) إلى آخره (الحَمْنَانُ): هو (الحَلَمُ) بفتح الحاء واللَّام، و(الحَلَمُ): في اللُّغة: صغارُ القِردان، وعبارة الدِّمْياطيِّ: ضربٌ مِنَ القِردان يشبه الحَلَمَةَ، وقال مجاهدٌ: القُمَّل الدَّبَى، قال: أرسل الله عليهم الجراد فأكل مسامير أبوابهم وثيابهم، وأرسل عليهم القُمَّل وهو الدَّبَى فكان يدخل في ثيابهم وفُرُشِهم، وقال حَبيب بن أبي ثابتٍ: (القُمَّل): الجُعْلان، وقيل: هي دوابُّ صغارٌ مِنْ جنس القِردان، إلَّا أنَّها أصغرُ منها، واحدها قملةٌ، وقيل: هي صغار الدَّبَى، قاله ابن فارس، وقيل: هي كبار القِردان، ذكره الهَرَويُّ، وقيل: هي دوابُّ أصغرُ مِنَ القمل.
          {وَالضَّفَادِعَ} واحدها ضِفْدِعٌ بكسر الضَّاد وفتح الدَّال وكسرها، {وَالدَّمَ} قال مجاهدٌ: كانوا يجدونه في ثيابهم وشرابهم وطعامهم، {مُفَصَّلَاتٍ} بعضُها منفصلٌ مِنْ بعضٍ، فقيل: كان بين الآية والآية ثمانية أيَّامٍ، وقيل: أربعون ليلةً، وكان الإسرائيليُّ يشرب مع الفرعونيِّ في قَدَحٍ فيكون للأوَّل ماء وللثَّاني دم، وقوله: ({حَقِيقٌ}حقٌّ) أي: وجب، وهذا على قراءة مَنْ شدَّ الياء مِنْ {عَلَيَّ}، ومَنْ خفَّف قال أبو عُبيدة: أي: حريصٌ وقيل: معناه أنا حقيقٌ بالصِّدق.
          وقوله: (كُلُّ مَنْ نَدِمَ قِيْلَ: سُقِطَ) ويقال: أُسقِطَ، وقُرئ {سَقَطَ}، ومعناه: سقط النَّدم مِنْ أيديهم.