التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: {فلما جاء آل لوط المرسلون.قال إنكم قوم منكرون}

          ░16▒ بَابُ: {فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ، قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} [الحجر:61-62]
          فَأَنْكَرَهُمْ ونَكِرَهُمْ وَاسْتَنْكَرَهُمْ وَاحِدٌ {يُهْرَعُونَ} [هود:78] يُسْرِعُونَ، {دَابِرَ} [الحجر:66] آخِرٌ، {صَيْحَةً} [يس:29] هَلَكَهٌ، {لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر:75] لِلنَّاظِرِينَ، {لَبِسَبِيلٍ} [الحجر:76] لَبِطَرِيقٍ.
          3376- ثم ذكر حديث عبد الله ☺: (قَرَأَ النَّبِيُّ صلعم: {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:15]).
          وقد سلف [خ¦3341]، وفي إسناده أبو إسحاق واسمُه عمرو بن عبد الله السَّبِيعيُّ، وشيخُ شيخِ البخاريِّ فيه (أَبُو أَحْمَدَ) وهو محمَّد بن عبد الله بن الزُّبير بن عمرَ بن دِرْهم، وفي نسخةٍ بعد قوله: {مُنْكَرُونَ} <{بِرُكْنِهِ} بمَنْ معه لأنَّهم قوَّتُه، {تَرْكَنُوا} تَمِيلوا> وصحَّح عليها الدِّمْياطيُّ وقال: هذا التَّفسيرُ لأبي إسحاقَ وحدَه، قال مجاهدٌ: أنكرهم لوطٌ، وقيل: إبراهيمُ لمَّا لم يأكلوا مِنْ طعامه.
          قال ثعلب في ({يُهْرَعُونَ}): يُسْتَحَثُّون، وقال غيره: يُسْرِعون إليه في فَزَعٍ، مثلُ قوله: {فَهُمْ عَلَىْ آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ} [الصافات:70] وقيل: كأنَّهم يزعجون مِنَ الإسراع وقيل: إذا أسرع يَرْعَدُ.
          وقوله: ({دَابِرُ}) آخر، أي: آخرُهم مستأصَلٌ، وقال الفرَّاء: الدَّابر: الأصلُ، وما ذكره في المتوسِّمين هو قول الضَّحَّاك، وقال مجاهدٌ: معناه للمتفرِّسين، وحقيقةُ توسَّمتُ الشَّيءَ: نظرتُ نظرَ متثبِّتٍ، و(السَّبِيْل): الطَّريق، كما ذكر، يُؤنَّثان ويُذكَّران، والضَّمير في {إِنَّهَا} يعود على مدينة لوطٍ، وقيل على الآيات.