التوضيح لشرح الجامع البخاري

حديث الغار

          ░53▒ حَدِيثُ الغَارِ
          3465- ذكره مِنْ حديث ابن عمر وقد سلف في البيوع بفوائده [خ¦2215].
          وذكر ابن مَرْدَوَيهِ في «تفسيره» حديثًا عن النُّعمان بن بَشيرٍ بإسناد لا يَقْوى أنَّه سمع النَّبيِّ صلعم يُحدِّث عن أصحاب الرَّقيم: (أنَّ ثَلاثَة نَفَرٍ دخَلُوا إلى كهْفٍ فَوَقَع عليْهِم فقَال قَائِلٌ منْهُم: تذَكَّرُوا أيُّكُم عَمِلَ حسَنَة)، فذكر مثله.
          وقوله: (فَأَوَوْا إلى غَارٍ) ويُقال: أوى بنفسه _مقصورٌ_ وآويته أنا بالمدِّ.
          والفَرَْقُ: ثلاثة آصعٍ _بفتح الرَّاء وسكونها والفتح أشهر_ مكيالٌ معلومٌ.
          والأَرُْزُّ بضمِّ الرَّاء وإسكانها، حكاهما ابن فارس وغيره، وقال القُتَبيُّ: هو بالضَّمِّ، وهو ستَّة عشر رِطلًا، يريد أنَّه ثلاثَةُ آصُعٍ، لأنَّ الصَّاع خمسةُ أرْطالٍ وثلثٌ.
          وقوله: (فَانْسَاحَتْ عَنْهُمُ الصَّخْرَةُ) هو بالحَاء المهمَلة، انساح بالُه إذا اتَّسع، قال ابن التِّين: هكذا رُوي بالخاء المعجمة، وقال الخطَّابيُّ: صوابه بالمهملة، وأصله انصاحت، أي: انشقَّت، يُقال: انصاح الثَّوب انصياحًا إذا انشقَّ مِنْ قِبَلِ نفسه، قال: والصَّاد أختُ السِّين.
          قوله: (يتَضَاغَونَ مِنَ الجُوعِ) أي: يصيحون، وأصله مِنْ ضُغاء الثَّعلب والسِّنَّور يَضْغُو ضَغْوًا وضُغَاءً إذا صاح، وكذلك صوت كلِّ ذليلٍ مقهورٍ، وعلى الأخير اقتصر ابن التِّين.
          وقوله: (فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَهُمَا، فَيَسْتَكِنَّا) هو مِنَ المسكنة.
          وقوله: (بِشَرْبَتِهِمَا) رُوي بالباء واللَّام، أي: لعدم شربتهما وفقدها، فيصيران مسكينين عن ذلك، لأنَّ المسكين الَّذي لا شيء له.
          ░54▒ باب
          ذكر فيه فوق العشرين حديثًا: