التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قول الله تعالى:{وإلى عاد أخاهم هودًا قال يا قوم اعبدوا الله}

          ░6▒ بَابُ: قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [الأعراف:65] وَقَوْلِهِ: {إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ} إِلَى قَوْلِهِ: {كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} [الأحقاف:21-25]
          فِيهِ عَنْ عَطَاءٍ وَسلَيْمَانَ عَنْ عَائِشَةَ ♦، عَنِ النَّبِيِّ صلعم.
          يريد بحديث عطاءٍ ما قدَّمه عنه مسندًا في كتاب بدء / الخَلق [خ¦3206]، وبحديث سليمان بن يسارٍ ما ذكره في سورة الأحقاف مسندًا ويأتي [خ¦4829].
          قال ابن عَرَفة: كانت منازل قوم عادٍ في الرِّمال وهي الأحقاف، ويُقال للرَّمل إذا عظُم واستدار: حِقْفٌ، وقال الأَزْهريُّ: هي رمالٌ مستطيلةٌ بناحية شَحَر، قال غيره: والحِقْفُ عند أهل اللُّغة: الرَّمل المنحني، وجمعه: أحقافٌ.
          فائدة: قال ابن هشامٍ: هودٌ اسمه عابَرُ، ويُقال: عَيْبَرُ بن أَرْفَخْشَذَ، ويُقال: النَّخشد، ويُقال: الفخشد بن سام بن نوحٍ، وقال قَتادة فيما ذكره عبد بن حُميدٍ: كانت عادٌ أحياءً باليمن أهلَ رملٍ مشرفين على البحر بأرضٍ يُقال لها: الشَّحَر، وقال ابن قُتيبة: هُودٌ هو ابن عبدُ الله بن رياح بن محاوب بن عَادِ بن عوص بن إِرَمَ بن سَامِ بن نُوحٍ، وكان أشبه ولد آدَمَ بِآدَمَ خلا يوسفَ، وكانت عليه ثلاث عشرة قبيلةً ينزلون الرَّمل، وبلادهم أخصبُ بلادٍ وديارهم بالدَّوِّ والدَّهناء وعالج ويَبرينَ ووَبار وعُمان إلى حَضْرَمَوتَ إلى اليمن، فلما سَخِطَ الله عليهم جعلها مفاوزَ وغيطانًا، فلمَّا هلكوا أُلحق هودٌ بمكَّة حتَّى توفِّي بها.