مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب [فيضان المال]

          ░25▒ باب
          ذكر فيه حديث حارثة بن وهب قال: سمعت رسول الله صلعم يقول: ((تصدقوا..)) الحديث.
          وحديث أبي الزناد، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أن رسول الله صلعم قال: ((لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان..)) الحديث.
          وسلف مختصراً من هذا الوجه قبيل الإكراه بلفظ: ((لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة)) ومعنى: ((دعواهما واحدة)). أي: يدعيان الإسلام، وتتأول كل فرقة أنها محقة وهي كذلك لتأويلها.
          قوله: (يقبض العلم) أي: يموت حاملوه، ومعنى: (لا أرب فيه) لا حاجة.
          قوله: (يتطاول الناس في البنيان) يريد: أهل البادية.
          قوله: (يليط حوضه) أي: يصلحه ويطينه، كذا وقع رباعيًّا من لاط، وكان عمر يليط أولاد الجاهلية بآبائهم، وفي رواية: بمن ادعاهم في الإسلام أي: يلحقهم به، من ألاطه يليطه إذا ألصقه به ولاط حبه بقلبي يليط ويلوط ليطاً ولوطاً ولياطةً، وهو أليط بالقلب وألوط، وعبارة الجوهري: لطت الحوض بالطين ألوطه لوطاً؛ أي: طينته، وفي ((غريبي الهروي)): كل شيء لصق بشيء فقد لاط به يلوط لوطاً ويليط ليطاً، فهو يصح على هذا، ويكون بفتح الياء لكنهم رووه بضمها.
          قوله: (رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها) هو بضم الهمزة، والأكلة بالضم: اللقمة، وبالفتح المرة الواحدة حتى يشبع. قال ابن التين: وقرأناه بضم الهمزة، يعني: اللقمة.
          قوله: (ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته) هو بكسر اللام، وكذا ضبطه الدمياطي، وقال ابن التين: رويناه بالفتح، والذي في كتب أهل اللغة بالكسر.
          وقال في ((الصحاح)): اللقحة: اللقوح قال عن أبي عمرو: وإذا فتحت فهي لقوح بالفتح شهرين أو ثلاث ثم هي لبون بعد ذلك.
          وهذا كله إخبار منه ◙ بما يفجأ الناس حتى لا يتم أحد مما يبدأه من نشر الثوب فلا يطوى، وليط الحوض، فتعاجله الساعة قبل تمامه، وأقرب من ذلك رفع اللقمة إلى فيه قبل [أن] يطعمها.
          قال والدي ⌂:
          (باب إذا أنزل الله بقوم عذاباً).
          قوله: (عبد الله بن عثمان) هو المشهور بعبدان بسكون الموحدة، و(من كان فيهم) هو من صيغ العموم يعني يصيب الصالحين منهم أيضاً قال تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً} [الأنفال:25] لكن يبعثون يوم القيامة على حسب أعمالهم فيثاب الصالح بذلك لأنه كان تمحيصاً له ويعاقب غيره.
          قوله: (إسرائيل) أبو موسى البصري، و(عبد الله بن شبرمة) بضم المعجمة والراء وإسكان الموحدة بينهما الضبي القاضي بالكوفة مات سنة أربع وأربعين ومائة، و(عيسى) هو ابن موسى أمير الكوفة.
          وفيه أن من خاف على [النفس] لا يلزمه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
          قوله: (قال) أي: إسرائيل ثنا الحسن البصري، و(الكتائب) جمع: الكتيبة وهي الجيش وجماعة الخيل، و(لا يولي) أي: لا يدبر، و(أخراها) أي: الكتيبة التي لخصومهم أو الكتيبة الأخيرة التي لأنفسهم، و(من ورائهم) أي: لا ينهزمون إذ عند الانهزام يرجع الآخر أولاً، و(الذراري) بالتخفيف والتشديد / أي: من يكفل لهم حينئذ.
          و(عبد الله بن عامر) ابن كُريز مصغر الكرز بالراء والزاي العبشمي بالمهملة والموحدة والمعجمة، و(عبد الرحمن بن سمرة) بفتح المهملة وضم الميم عبشمي أيضاً، و(نلقاه) أي: نجتمع به ونقول له نحن نطلب الصلح.
          قوله: (ابني) أطلق الابن على ابن البنت، و(الفئتان) هما طائفة الحسن وطائفة معاوية وكان الحسن دعاه ورعه إلى ترك الملك رغبة فيما عند الله ولم يكن ذلك لا لقلة ولا لعلة ولا لذلة بل صالحة رعاية لدينه ومصلحة للأمة ☺.
          وفيه معجزة لرسول الله صلعم مر الحديث في كتاب الصلح.
          قوله: (محمد بن علي) بن الحسين ابن علي بن أبي طالب أبو جعفر ♥، و(حرملة) بفتح المهملة وسكون الراء مولى أسامة بن زيد حب رسول الله صلعم، و(ما خلف) أي: ما السبب في تخلفه عن مساعدتي، و(الشدق) جانب الفم وكان سببه أنه لما قتل مرداساً وعتبه النبي صلعم على ذلك قرر على نفسه أنه لا يقاتل مسلماً أبداً، و(ابن جعفر) هو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
          قوله: (حشمة) أي: خاصته الذين يغضبون له، و(اللواء) الراية، و(الغدر) ترك الوفاء بالعهد، و(على بيع الله) أي: على شرط ما أمر الله به من البيعة ومن بايع سلطاناً فقد أعطاه الطاعة وأخذ منه العطية فأشبهت البيع، و(خلعه) أي: يزيد عن الخلافة ولم يبايعه فيها، و(تابع) بالفوقانية، و(الفيصَل) بفتح الصاد الحاجز والفارق والقاطع وقيل: هو بمعنى القطع وفي بعضها كانت مؤنثاً فهو باعتبار الخلعة والمبايعة.
          قوله: (أبو شهاب) الأصغر اسمه عبد ربه المدائني الحناط بالمهملتين والنون، و(عوف) بالفاء المشهور بالأعرابي، و(أبو المنهال) بكسر الميم وسكون النون سيار ضد الوقاف ابن سلامة بالتخفيف، و(ابن زياد) بكسر الزاي وخفة التحتانية ابن أبي سفيان الأموي بالاستلحاق عبيد الله بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص ابن عم عثمان، و(وثب) أي: على الخلافة (عبد الله) بن الزبير بن العوام، و(القراء) جمع: القارئ وهم طائفة سموا أنفسهم توابين لتوبتهم وندامتهم على ترك مساعدة الحسين وكان أميرهم سليمان بن صرد بضم المهملة وفتح الراء الخزاعي كان فاضلاً قارئاً عابداً وكان دعواهم أنا نطلب دم الحسين ولا نريد إلا ثأره غلبوا على البصرة ونواحيها وهذا كله عند موت معاوية بن يزيد بن معاوية.
          قوله: (أبو برزة) بفتح الموحدة وإسكان الراء وبالزاي نضلة بفتح النون وتسكين المعجمة الأسلمي الصحابي غزا خراسان فمات بها، و(العلية) بضم المهملة وكسرها وشدة اللام والتحتانية الغرفة (وأنشأ) جعل (يستطعمه) يستفتحه ويطلب منه التحديث، و(احتسبت عند الله) أي: تقربت إليه، و(الأحياء) القبائل، و(ما ترون) أي: من العزة والكثرة والهداية، و(ذاك) أي: مروان (والله ما يقاتل إلا على الدنيا) قال مغلطاي المصري: وجه مطابقته للترجمة أن هذا القول الذي قاله لسلامة وأبي المنهال لم يقله عند مروان حين بايعه ولعل سخط هؤلاء لأنه أراد منهم أن يتركوا ما تنازع فيه ولا يقاتلوا عليه كما فعل عثمان والحسن ☻ فسخط على قتالهم بتمسك الخلافة واحتسب بذلك عند الله أجراً فإنه لم يقدر من التغيير إلا عليه وعلى عدم الرضا به.
          قوله: (آدم ابن أبي إياس) بكسر الهمزة وخفة التحتانية، و(واصل) بكسر المهملة الأحدب ضد الأقعس الكوفي، و(على عهد) متعلق بمقدر نحو تائبين إذ لا يجوز أن يقال هو متعلق بالضمير القائم مقام المنافقين إذ الضمير لا يعمل قيل إنما كان شرًّا لأن شرهم لا يتعدى إلى غيرهم ووجه مناسبته للترجمة أن المنافقين بالجهر والخروج على الجماعة قائلون بخلاف ما قالوه حين دخلوا في بيعة الأئمة.
          قوله: (خلاد) بفتح المعجمة وشدة اللام، و(مسعر) بكسر الميم وتسكين المهملة الأولى وفتح الثانية / وبالراء، و(حبيب) ضد العدو ابن أبي ثابت ضد الزائل، و(أبو الشعثاء) بفتح المعجمة وسكون المهملة والمثلثة مؤنث الأشعث سليم مصغر السلم.
          قوله: (الكفر) لأن المسلم إذا أبطن الكفر صار مرتدًّا هذا ظاهره لكن قيل إن غرضه أن التخلف عن بيعة الإمام جاهلية ولا جاهلية في الإسلام أو هو تفرق، وقال تعالى: {وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [آل عمران:103] أو هو غير مستور اليوم فهو كالكفر بعد الإيمان.
          قوله: (يغبط) والغبطة هي تمني مثل نعمة صاحبه من غير الزوال عنه، و(يا ليتني مكانه) أي: يا ليتني كنت ميتاً وذلك لكثرة الفتن وخوف ذهاب الدين لغلبة الباطل وظهور المعاصي والمنكرات قال الشاعر:
وهذا العيش ما لا خير فيه                     ألا موت يباع فأشتريه
          قوله: (والأليات) بالهمز واللام المفتوحتين جمع الألية وهي العجيزة، و(دوس) بفتح المهملة الأولى وسكون الواو قبيلة أبي هريرة، و(ذو الخلصة) بفتح المعجمة واللام والمهملة وقيل بسكون اللام وقيل بضمها وهو موضع ببلاد دوس كان فيه صنم يعبدونه اسمه الخلصة، و(الطاغية) الصنم ولفظ (خ) مشعر بأن ذا الخلصة هو الطاغية نفسها إلا أن يقال كلمة فيها أو كلمة هي محذوفة لكن تقدم في كتاب الجهاد في باب حرق الدور بأنه بيت في خثعم يسمى كعبة اليمانية ومعناه: لا تقوم الساعة حتى تضطرب أي: تتحرك أعجاز نسائهم من الطواف حول ذي الخلصة أي: حتى يكفرن ويرجعن إلى عبادة الأصنام.
          قوله: (سليمان) أي: ابن بلال، و(ثور) بلفظ الحيوان المشهور ابن زيد الديلي، و(أبو الغيث) بفتح المعجمة وبالمثلثة سالم، و(قحطان) بفتح القاف وسكون المهملة الأولى وبالنون قبيلة هو أبو اليمن والسوق بالعصا إما حقيقة وإما مجاز عن القهر والضرب ونحوه مر في مناقب قريش مع إنكار معاوية على راويه وإما مطابقته للترجمة فمن حيث أنه ليس من قريش ولكثرة التعبيرات مثله يدعي الخلافة ويطاع في الإسلام.
          قوله: (أشراط الساعة) أي: علاماتها.
          فإن قلت: كيف كان أولها وبعثة رسول الله صلعم وغيرها أيضاً من جملة العلامات؟ قلت: المراد بها علاماتها المستعقبة لقيامها مر في كتاب الأنبياء.
          قوله: (أعناق) بالنصب، و(تضيء) لازم ومتعد، و(بصرى) بضم الموحدة وإسكان المهملة وبالراء مقصوراً مدينة معروفة وهي مدينة حوران بفتح المهملة وتسكين الواو وبالراء، قال النووي: خرج في زماننا سنة كذا وخمسين وستمائة نار بالمدينة وكانت ناراً عظيمة خرجت من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة وتواتر العلم بها عند جميع أهل الشام.
          قوله: (عبد الله بن سعيد الكندي) بكسر الكاف وسكون النون وبالمهملة [الأشج بالمعجمة والجيم مات سنة سبع وخمسين ومائتين، و(عقبة) بضم المهملة وتسكين القاف](1) ابن خالد السكوني بالمهملة وضم الكاف وبالواو والنون، و(عبيد الله) مصغراً هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المشهور بالعمري، و(خبيب) تصغير الخب بالمعجمة والموحدة خالد والضمير في جده راجع إلى عبيد الله.
          قوله: (الفرات) أي: النهر الذي يجري بالعراق أخو دجلة، و(يحسر) بكسر المهملة الثانية وفتحها أي: ينكشف عن الكنز لذهاب مائه وهو لازم ومتعد، و(لا يأخذ) لأنه مستعقب للبليات وهو آية من الآيات.
          قوله: (معبد) بفتح الميم والموحدة وإسكان المهملة بينهما ابن خالد القاضي، و(حارثة) بالمثلثة ابن وهب أخو عبيد الله بن عمر بن الخطاب لأمه، و(لا يجد) لكثرة الأموال / وقلة الرغبات للعلم بقرب قيام الساعة وقصر الآمال، و(الفئتان العظيمتان) طائفتا علي ومعاوية وكان دعوى كل واحدة منهما أنها على الحق.
          قوله: (يبعث) أي: يظهر ويخرج، و(دجالون) أي: خلاطون بين الحق والباطل مموهون والفرق وبينهم وبين الدجال الأكبر أنهم يدعون النبوة وهو يدعي الإلهية لكن كلهم مشتركون في التمويه وادعاء الباطل العظيم وقد وجد كثير منهم فضحهم الله وأهلكهم، و(قريب) بالرفع أي: عددهم قريب أو هو منصوب مكتوب بلا ألف على اللغة الربعية، و(يتقارب الزمان) أي: أهله بأن يكون كلهم جهالاً ويحتمل الحمل على الحقيقة بأن يعتدل الليل والنهار دائماً وذلك بأن تنطبق منطقة البروج على معدل النهار(2).
          قوله: (فيفيض) من الفيضان وهو أن يكثر حتى يسيل كالوادي ويهم، قال ابن بطال (رب) هو مفعول، و(من يقبل) فاعله، و(يهمه) أي يحزن بسببه.
          وقال النواوي: يهم بضم الياء وكسر الهاء وبفتح الياء وبضم الهاء وحينئذ يكون الربُّ فاعلاً؛ أي: يعضده.
          قوله: (من يقبل) ظاهره أن يقال من لا يقبل قلت: يريد به من شأنه أن يكون قائلاً له، و(لا أرب) أي: لا حاجة.
          قوله: (نشر) أي: للمبايعة، و(اللقحة) بكسر اللام القريبة العهد بالولادة والناقة الحلوب، و(لا يطعمه) أي لا يشربه، و(يليط) يقال لاط يلوط ويليط إذا طينه وأصلحه وألصقه، و(الأكلة) بضم الهمزة نحو اللقمة ومر في كتاب الرقائق.
          الزركشي:
          (شدق الأسد) أي: جانب الفم، وقيده الأصيلي بالذال المعجمة، وكلام الجوهري يقتضي أنه بالمهملة.
          (حتى يدبر أخراها) بضم أوله وكسر ثالثه، وبفتح أوله وضم ثالثه؛ أي: يخلفها ويقوم مقامها، يقال: دبرت الرجل إذا بقيت بعده.
          (على بيع الله ورسوله) أي: بيعة الله وشرطه.
          (الفيصل) القطيعة العامة، والياء زائدة.
          (تضطرب أليات) بفتح الهمزة واللام كجفنة وجفنات؛ أي: أعجازهن.
          (على ذي الخلصة) بفتح اللام: صنم كان يعبده أهل اليمن، يريد أنهم يرتدون في آخر الزمان.
          (حتى يخرج رجل من قحطان) سبق في المناقب وإنما ضرب العصا مثلا، والمعنى: أن الناس ينقادون له كانقياد النوق بالعصا.
          (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى) ((أعناق)) بالنصب، و((تضيء)) هاهنا متعد، والفاعل النار؛ أي: تجعل على أعناق الإبل ضوءاً، قال الشاعر:
أضاءت لنا النار وجهاً أغ                     ر ملتبساً بالفؤاد التباساً
          قال أبو البقاء: ولو روي بالرفع لكان أوجه؛ أي: تضيء أعناق الإبل به كما جاء في الحديث الآخر: ((أضاءت له قصور الشام)).
          (يحسر) بكسر السين يكشف.
          (فيفيض) بفتح أوله ونصب آخره.
          (حتى يهم) بضم الياء وكسر الهاء، وسبق في الزكاة ضبط آخر، انتهى كلام الزركشي.
          أقول:
          قوله: (تضطرب أليات) بتسكين الياء جمع إلية كسمنة وسمنات وقيلة وقيلات أي: يضطرب إعجازهن يريد: أنهم يريدون في آخر الزمان، ومعناه: لا تقوم الساعة حتى يرجع دوس عن الإسلام فتطوف نساؤهم بذي الخلصة وتضطرب أعجازهن في طوافهن كما كن يفعلن في الجاهلية.
          أقول: فإن قلت: ذو الخلصة هدمه جرير وحرقه قبل وفاة النبي صلعم بشهرين كما سلف في كلام ابن الملقن فما يكون معنى الحديث فتطوف نساؤهم بذي الخلصة؟ قلت: يحتمل أن يكون مراده أن يريد دوس وتفعل نساؤهم ما كانوا يفعلون بذي الخلصة قبل الإسلام أو أنه يبني في آخر الزمان في موضع ذي الخلصة مكان ويوضع صنم ويسمى ذا الخلصة باسم الصنم الذي كان زمن الجاهلية والله أعلم.
          قوله: (رجل من قحطان) هو الرجل الذي يقال له الجهجاه.
          قوله: (يسوق الناس بعصى) هذا كتابه عن استقامة الناس وانقيادهم إليه.
          قوله: (تخرج نار من أرض الحجاز) قال ابن كثير في ((تاريخه)) في سنة أربع وخمسين وستمائة ظهرت النار من أرض الحجاز التي أصاب لها أعناق الإبل ببصرى كما ثبت في الحديث الصحيح كان ابتداء ظهورها في جمادى، واستمرت إلى بعد رجب وحصل قبلها زلازل بالمدينة وكانت النار شرقي المدينة، واتفق أن دخل بعض القوام بالمسجد النبوي إلى خزائنه بنار فاحترقت واحترق سقف المسجد كله وسقف الحجرة، وهذا / قبل أن ينام الناس.
          قوله: (دجالون كذابون) قريب من ثلاثين جاء تعيين عددهم في بعض الطرق سبع وعشرين منهم أربع نسوة.
          كذا رواه الإمام أحمد في ((مسنده)) وقال في آخره وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي.


[1] الزيادة من الكواكب.
[2] في هامش المخطوط: ((أقول: قال لي بعض من لا يعرف علم الهند كيف يكون انطباق منطقة البروج هذا محال، قلت: المراد أن ذلك الوقت ينطبق، فإن انطبق ذلك الزمان، اعتدل الزمان دائمًا، فتكون الفصول البقية كالربيع أو كالخريف وهذا أيضًا من علامات الساعة، فمن أجاز طلوع الشمس من المغرب يجيز انطباق منطقة البروج على معدل النهار وهذا ظاهر وما يعقلها إلا العالمون)).