مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب من كره أن يكثر سواد الفتن والظلم

          ░12▒ باب من كره أن يكثر سواد الفتن والظلم
          ثنا عبد الله بن يزيد، ثنا حيوة.. إلى آخره.
          هذا حديث مرفوع إذ هو تفسير من صحابي لنزول آية.
          قوله: (وغيره) قيل: المراد به ابن لهيعة. قال ابن بطال: وثبت عن رسول الله أنه من كان مع قوم راضياً بحالهم فهو منهم، صالحين كانوا أو فاسقين، هم شركاء في الأجر أو الوزر، ومما يشبه معنى هذا الحديث في مشاركة أهل الظلم في الوزر قوله ◙: ((فمن أحدث حدثا أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)).
          وأما مشاركة مجالس الصالحين في الأجر فما في الحديث: ((إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإن وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم)). وذكر الحديث بطوله، قال: ((فيقول الله: اشهدوا أني قد غفرت لهم. فيقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجته. قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم)) فإن كان يجالس أهل الفسق كارهاً لهم ولعملهم، ولم يستطع مفارقتهم خوفاً على نفسه أو لعذر منعه فترجى له النجاة من إثم ذلك، يدلك قوله في آخر الآية التي نزلت فيمن كثر سواد المشركين {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء} إلى قوله: {أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ} [النساء:98-99].
          وقد كره السلف الكلام في الفتنة، ذكر ابن جريج عن ابن عباس قال: إنما الفتنة باللسان.
          وقال الحسن: السلامة من الفتنة سلامة القلوب والأيدي والألسن، وسلف في البيوع: أنهم يخسف بهم، وفيهم أشرافهم فقال ◙: ((يبعثون على نياتهم)).
          قوله: (البعث) / بفتح الباء: الجيش.
          وقول ابن عباس: (إن ناساً من المسلمين كانوا مع المشركين..) إلى آخره. قال قتادة والضحاك: هم قوم أظهروا الإسلام ثم لم يهاجروا وخرجوا إلى بدر مع المشركين فقتلوا.
          قوله: {فِيمَ كُنتُمْ} أي: قالت الملائكة لهم: {فِيمَ كُنتُمْ} [النساء:97]: أفي أصحاب محمد أو كنتم مشركين؟ وهو سؤال توبيخ.