مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب خروج النار

          ░24▒ باب خروج النار
          وقال أنس قال النبي صلعم: ((أول أشراط الساعة نار..)) الحديث.
          ثم ساق من حديث أبي هريرة أن رسول الله قال: ((لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز)).
          وحديث عبيد الله، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن جده حفص بن عاصم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلعم: ((يوشك الفرات أن يحسر..)) الحديث.
          حديث أنس الأول أخرجه في مناقب الأنبياء عن ابن سلام، عن الفزاري، عن حميد، عن أنس.
          وروى حميد المروزي، بسنده عن كعب قال: تخرج نار من قبل اليمن تحشر الناس تغدوا معهم إذا غدوا، وتقيل معهم إذا قالوا، وتروح معهم إذا راحوا، فإذا سمعتم بها فاخرجوا إلى الشام وكل ما ذكرناه في هذه الأحاديث من الأشراط فهي علامات قيام الساعة كخروج النار، ومعناهما واحد، وقد جاء في حديث أن النار آخر أشراط الساعة.
          ورواه ابن عيينة عن فرات القزاز، عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال: أشرف علينا رسول الله صلعم من غرفة فقال: ((ما تذكرون؟)) قلنا: نتذاكر الساعة. قال: ((فإنها لا تقوم حتى تكون عشر آيات: الدجال، والدخان، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج، ونزول عيسى، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم)).
          وذكر ابن أبي شيبة بسنده، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً: ((أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً)).
          وحديث أنس أصح من هذه الأحاديث.
          وقد روى حماد بن سلمة بسنده عن أبي هريرة قال: خروج الآيات كلها في ثمانية أشهر في سنده أبو المهزم يزيد بن سفيان وهو ضعيف، وقال أبو العالية: الآيات كلها في ستة أشهر.
          قال ابن التين: يريد بقوله: ((أول أشراط الساعة..)) إلى آخره أنها تخرج من اليمن حتى تؤديهم إلى بيت المقدس، والأشراط: العلامات، واحدها: شرط بفتح الشين والراء. ووجه حديث ابن عمر أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها: إذا دنت الساعة وتقارب علاماتها، فجائز أن يقال لكل واحدة أول؛ لتقارب بعضه من بعض، وتقارب الزمن [من] انطواء السنين بقرب السنة والشهر والجمعة، وتقصر عما كانت، قاله كله أبو عبد الملك، وقيل اقتراب الزمن إذا دنا قيام الساعة.
          قوله: (تضيء أعناق الإبل ببصرى) يعني: من آخرها، تبلغ إلى الإبل التي تكون ببصرى وهي من أرض الشام، تقول العرب: أصاب النار، وأصاب النار غيرها، ويوشك أي: يسرع، ويحسر: يكشف.
          قوله: (فلا يأخذ منه شيئاً) يريد؛ لأنه للمسلمين؛ فلا يؤخذ إلا بحقه ومن أخذه وكنز المال ندم لأخذه ما لا ينفعه، وإذا ظهر جبل من ذهب كثر الذهب فلم [يرد].
          عبيد الله / هو ابن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، أمه فاطمة بنت عمر بن عاصم بن عمر وأم ابنته ميمونة بنت داود بن كليب، أخي خبيب ابني أساف، وخبيب هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن خبيب بن أساف، قاله ابن سعد.
          وكان لخبيب ابنان عبد الله وعبد الرحمن.
          قوله: (عن جده) الضمير يعود إلى عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم الراوي عن خبيب، بالخاء المعجمة.