مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور

          ░22▒ باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور
          فيه حديث أبي هريرة، عن النبي صلعم قال: ((لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل...)) الحديث.
          الغبطة: تمني مثل حال المغبوط من غير إرادة زوالها عنه، وليس بحسد، تقول: غبطته أغبطه غبطاً وغبطة، وتغبيط أهل القبور وتمني الموت عند ظهور الفتن إنما هو خوف ذهاب الدين؛ لغلبة الباطل وأهله وظهور المعاصي والمنكر.
          ومن حديث الحسن عن رسول الله قال: ((بين يدي الساعة فتن يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه)).
          وعن ابن مسعود قال: سيأتي عليكم زمان لو وجد فيه أحدكم الموت يباع لاشتراه.
          وأما من لم يخف فساد دينه وذهاب / إيمانه فلا يتمنى الموت ذلك الزمان؛ لمشابهته بأهله وحرصه فيما دخلوا فيه، بل ذلك وقت يسود فيه أهل الباطل ويعلو فيه سفلة الناس ورذالهم ويسود بالدنيا لكع بن لكع.
          وفيه تمني الموت عند فساد الدين، وقد دعا به عمر حيث قال: اللهم كبر سني وضعف قوتي وانتشر رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط.
          وقال عمر بن عبد العزيز لبعض من كان يخلو معه: ادع لي بالموت.