مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب قول النبي: «ويل للعرب من شر قد اقترب»

          ░4▒ باب قول النبي صلعم: ((ويل للعرب من شر قد اقترب))
          فيه حديث الزهري، عن عروة، عن زينب بنت جحش قالت: استيقظ النبي صلعم محمرًّا وجهه.. الحديث.
          وحديث أسامة بن زيد قال: أشرف النبي صلعم على أطم من آطام المدينة، فقال: ((هل ترون ما أرى؟)).. الحديث.
          أما حديث زينب بنت جحش فقد اجتمع فيه ثلاثة من الصحابيات بعضهم عن بعض، وزاد (م) رابعة فإنه أخرجه من حديث زينب بنت أم سلمة، عن حبيبة، عن أم حبيبة، عن زينب؛ وهو يؤذن بانقطاع في طريق (خ)، واجتماع أربع من الصحابة كثير.
          أخرج الحافظ عبد الغني حديث السائب بن يزيد، عن حويطب بن عبد العزى، عن عبد الله بن السعدي، عن عمر مرفوعاً في العمالة.
          وحديث نعيم بن همار، عن المقدام بن معدي كرب، عن أبي أيوب الأنصاري، عن عوف بن مالك الأشجعي.
          وأفرده الرهاوي عبد القادر بالتأليف، فذكر حديث المسور بن مخرمة، عن أسامة، عن امرأة حمزة بن عبد المطلب، عن حمزة حديث الكوثر.
          وحديث أنس، عن عمر، عن أبي بكر، عن أبي هريرة حديث التمر.
          وحديث جابر عن زيد بن أرقم، عن أبي سعيد، عن قتادة بن النعمان وغير ذلك، وقد أسلفنا أكثر من ذلك.
          وهذه الأحاديث كلها بما أنذر الشارع بها أمته وعرفهم قرب الساعة؛ لكي يتوبوا قبل أن يهجم عليهم وقت غلق باب التوبة حين لا ينفع نفساً إيمانها، وقد ثبت أن خروج يأجوج ومأجوج من آخر الأشراط، فإذا فتح من ردمهم في وقته ◙ مثل عقد التسعين أو مائة، فلا يزال الفتح يستدير ويتسع على مر الأوقات.
          وهذا الحديث في معنى قوله ◙: ((بعثت أنا والساعة كهاتين)). وأشار بإصبعيه السبابة والتي تليها.
          وقد روى النضر بن شميل، بسنده، عن أبي هريرة رفعه: ((ويل للعرب من شر قد اقترب موتوا إن استطعتم)) وهذا غاية في التحذير من الفتن، والخوض فيها حين يجعل الموت خيراً من مباشرتها، ولذلك أخبر في حديث أسامة بوقوع الفتن خلال بيوتهم؛ ليتوقفوا ولا يخوضوا فيها ويتأهبوا لنزولها بالصبر، ويسألوا الله العصمة منها والنجاة من شرها، وسلف / في أول كتاب الفتنة، كيف يهلك الصالحون.
          قوله: (وعقد سفيان تسعين أو مائة) كذا هنا، وفي رواية: ((وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها))، وفي لفظ: ((عقد سفيان بيده عشرة))، وفي حديث أبي هريرة: ((وعقد وهيب بيده تسعين)) وفيها مخالفة؛ لأن عقد التسعين أضيق من العشرة.
          قال عياض: لعله متقدم فزاد هذا الفتح بعده في القدر. قال: أو يكون المراد التقريب بالتمثيل لا حقيقة التحديد. وقال الداودي في رواية سفيان: يعني جعل طرف السبابة في وسط الإبهام، وليس كما ذكر(1)، وقد علم من مقالة أهل العلم بالحساب أن صفة عقد التسعين أن يثني السبابة حتى يعود طرفها عند أصلها من الكف ويغلق عليه الإبهام.
          قوله: (محمرا وجهه) أي: لشدة الهول، قوله: (ويل للعرب) أي: أهل دين الإسلام، وهم يومئذ أكثر أهل الإسلام، وويل مثل ويح إلا أنها تقال لمن وقع في هلكة يستحقها، وويح لمن وقع في هلكة لا يستحقها، ويجوز نصبه على إضمار فعل ورفعه، والردم صنعه ذو القرنين بين السدين، ويقال: إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل يوم حتى يقاربوا أن ينفذوه، فإذا أمسوا قالوا: غداً نعود إليه فنتمه فيعيده الله كما كان، ثم كذلك إلى أن يشاء الله أن ينفذوه فيستثنون فيبقى كما هو فيصبحون فيفتحونه ويخرجون كما قال تعالى: {مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} [الأنبياء:96] أي: يسرعون من كل شرق؛ لكثرتهم، وإن النحيف منا يحمل تسعة منهم. ويقال: إنهم يمرون ببحيرة طبرية أول زمرة تشرب ماؤها، والثانية يلحس حمأها، والثالثة يقولون كان هاهنا ماء.
          والأطم: الحصون لأهل المدينة، وآطام جمعه وتثقل أطم وتخفف، الواحدة: أطمة، وجمعها أطم، مثل عنق وجمع: أطم: آطام، مثل جبل وجبال، وجمع آطام: أطم، ككتاب وكتب، وجمع: أطم: آطام كعنق وأعناق، وقد يظهر من الحديث أن أطماً واحد.
          قوله: (أغيلمة) بضم الهمزة ثم غين معجمة مفتوحة، قال الجوهري: جمع غلام: غلمة، واستغنوا بغلمة عن أغلمة، وتصغير غلمة: أغيلمة على غير تكسير، كأنهم صغروا غلمة وإن كانوا لم يقولوه كما قالوا: أصيبية في تصغير صبية. وقال بعضهم: نقول غليمة على القياس.
          وقال الداودي: أغيلمة. بفتح الألف وكسر الغين. قال: وغلمة بكسر الغين جمع: غلام، وغلمة جمع: غليم. قال: وروي بإسناد صالح أنه ◙ رأى في المنام غلماناً من قريش بمرور منبره يعرف القردة. قالت عائشة: فما استجمع بعدها ضاحكاً حتى لقي الله تعالى.
          قال والدي ⌂:
          (كتاب الفتن) وهي جمع الفتنة وهي المحنة والفضيحة والعذاب.
          قوله: (بشر) بالموحدة المكسورة وإسكان المعجمة ابن السَّري بفتح المهملة وشدة التحتانية كان صاحب مواعظ يتكلم فسمي بالأفوه البصري ثم المكي مات سنة خمس وتسعين ومائة ولم يتقدم ذكره، و(ابن أبي مليكة) مصغراً عبد الله، و(أسماء) بوزن حمراء بنت الصديق ♦.
          قوله: (أنا على حوضي) يعني: يوم القيامة، و(من دوني) أي: من عندي، و(القهقرى) الرجوع إلى خلف، و(نفتن) بلفظ المجهول.
          و(المغيرة بن مقسم) بكسر الميم الضبي الكوفي، و(الفرط) بفتح الفاء المتقدم إلى التهيئة لأصحابه، و(أهويت) أي: ملت وامتددت، و(اختلجوا) بالمجهول أي: سلبوا من عندي، و(أبو حازم) بالمهملة سلمة.
          فإن قلت: قال أولاً من ورد شرب وآخراً ليردن علي أقوام ثم يحال؟ قلت: الورود في الأول إنما هو على الحوض وفي الثاني عليه صلعم.
          و(النعمان بن أبي عياش) بفتح المهملة وشدة التحتانية وبالمعجمة البصري، و(سحقاً) أي: بعداً ثم التبديل إن كان بالكفر كالذين قاتلهم أبو بكر ☺ فبعداً لهم أبداً من الجنة والحوض وسائر الخيرات وإن كان في البدع والمظالم ونحوهما فبعداً لهم حالاً لكن في المآل يشفع لهم ويقربون منها وأحاديث هذا الباب كلها تقدمت في كتاب الحوض.
          قوله: (يحيى بن سعيد القطان) بالرفع لأنه صفة ليحيى، و(الأثرة) بفتح الهمزة والمثلثة الاستئثار في الحظوظ الدنياوية والاختيار لنفسه والاختصاص بها، و(الجعد) بفتح الجيم وإسكان المهملة الأولى أبو عثمان الصيرفي، و(أبو رجاء) ضد الخوف عمران العطاردي بضم المهملة الأولى وكسر الراء وبالمهملة، و(من السلطان) أي: من طاعته، و(الميتة) بالكسر أي / : كموت أهل الجاهلية حيث لم يعرفوا إماماً مطاعاً وليس المراد أنه يموت كافراً بل أنه يموت عاصياً.
          قوله: (فليصبر) فيه دليل على أن السلطان لا ينعزل بالفسق والظلم ولا تجوز منازعته في السلطنة بذلك.
          فإن قلت: إلا مات مستثنى ما وجهه؟ قلت: من للاستفهام الإنكاري أي: ما فارق أحد الجماعة أو ما تقدر قال ابن مالك جاز ذلك كقول الشاعر:
فوالله ما نلتم وما نيل منكم                     بمعتدل وفق ولا متقارب
          وسيجيء في أول كتاب الأحكام مصرحاً أو إلا زائدة، قال الأصمعي تقع إلا زائدة كقوله:
حراجيج ما تنفك إلا مناخة                     على الخسف أو نرمي بها بلداً قفرا
          والحراجيج: جمع الحرجوح بالمهملة والراء وضم الجيم الأولى وهي الناقة، والقفر: بالقاف والفاء والراء الخالي وللكوفيين في مثله مذهب آخر وهو أن يجعل إلا حرف عطف وما بعدها معطوف على ما قبلها.
          قوله: (عمرو) أي: ابن الحارث، و(بكير) بضم الموحدة ابن الأشج بالمعجمة والجيم، و(بسر) أخو الرطب ابن سعيد، و(جنادة) بضم الجيم وخفة النون وبالمهملة، ابن أبي أمية بضم الهمزة وتخفيف الميم وتشديد التحتانية، و(عبادة) بالضم والتخفيف، و(بايعنا) بلفظ الغائب والمتكلم روايتان، و(منشطنا ومكرهنا) أي: فرحنا وحزننا ومحبوبنا ومكروهنا، و(أثرة) أي: على استئثار الأمراء بحظوظهم واختصاصهم إياها بأنفسهم، و(الأمر) أي: الإمارة.
          قوله: (إلا أن تروا) أي: بايعنا قائلاً إلا أن تروا فالمناسب ترى بلفظ المتكلم، و(البواح) بفتح الموحدة وخفة الواو وبالمهملة الظاهر المكشوف الصراح، باح بالشيء إذا صرح به.
          النووي: المراد بالكفر هاهنا المعاصي أي: إلا أن تروا منهم منكراً محققاً تعلمونه من قواعد الإسلام، إذ عند ذلك تجوز المنازعة بالإنكار عليهم.
          أقول: الظاهر أن الكفر على ظاهره والمراد من النزاع القتال.
          و(البرهان) الدليل القطعي كالنص ونحوه وفي بعضها براحاً بالراء.
          قوله: (محمد بن عرعرة) بفتح المهملتين وإسكان الراء الأولى، و(شعبة بن الحجاج) بفتح المهملة وشدة الجيم الأولى، و(أسيد) مصغر الأسد (ابن حضير) مصغر ضد السفر.
          فإن قلت: كيف طابق إنكم سترون بعدي كلام الرجل؟ قلت: غرضه استعمال فلان ليس لمصلحته خاصة بل لك ولجميع المسلمين نعم تصير بعدي الاستعمالات خاصة فيصدق أنه لفلان وليس لي فظهر المطابقة.
          قوله: (أغيلمة) هو مصغر على خلاف القياس.
          قوله: (مروان) هو ابن الحكم الأموي، و(المصدوق) أي: من عند الله أو من المصدق من عند الناس، و(الهلكة) بفتحتين الهلاك، و(غلمة) بالنصب على الاختصاص، و(أحداث) أي: شبان.
          فإن قلت: ليس في الحديث ذكر السفهاء الذين بوب عليهم الباب؟ قلت: لعله بوب ليستذكره فلم يتفق له أن أشار إلى أنه ثبت في الجملة لكنه ليس بشرطه، ثم إن الموجب لهلاك الناس أنهم أمراء متغلبون.
          قوله: (مالك بن إسماعيل) أبو غسان بفتح المعجمة وشدة المهملة وبالنون النهدي بفتح النون، و(أم سلمة) بفتح اللام، و(أم حبيبة) ضد العدوة، و(زينب بنت جحش) بفتح الجيم وسكون المهملة وبالمعجمة قالوا هذا الإسناد منقطع وصوابه كما في (م) زينب عن حبيبة عن أم حبيبة عن زينب بزيادة حبيبة، وهذا من الغرائب اجتمع فيه أربع صحابيات، زوجتان لرسول الله صلعم وربيبتان له.
          أقول: يحتمل أن زينب سمعت من حبيبة ومن أمها وكلاهما صواب.
          قوله: (للعرب) إنما خصص بهم لأن معظم شرهم راجع إليهم ويقال أن يأجوج [ومأجوج] هم الترك وقد أهلكوا الخليفة المستعصم بالله وجرى ما جرى ببغداد منهم، و(الردم) السد الذي بيننا وبينهم، و(يهلك) بكسر اللام وحكي فتحها، و(الخبث) بفتحتين فسروه بالفسوق كلها أو بالزنا خاصة أي: أن الخبث إذا كثر فقد يحصل الهلاك العام، لكنه طهارة للمطيعين وتمحيص لهم عن الذنوب ونقمة على الفاسقين ويبعث الكل على حسب نياتهم.
          وفيه حرمة الركون إلى الظلمة والاحتراز عن مجالستهم.
          و(عقد سفيان بن عيينة) أي: بيده عقد تسعين وهو مشهور عند / الحساب.
          قوله: (أشرف) أي: علا وارتفع، و(الأطم) بضم الهمزة والمهملة القصر والحصن، و(الخلال) الأوساط، و(القطر) في بعضها المطر والتشبيه بمواقعه هو في الكثرة والعموم أي: لا خصوصية لها بطائفة.
          وفيه إشارة إلى الحروب الجارية بينهم كمقتل عثمان.
          و(يوم الحرة) بفتح المهملة وشدة الراء ونحوه.
          وفيه معجزة ظاهرة له صلعم.
          الزركشي:
          (اختلجوا) بضم التاء: اجتذبوا.
          (سترون بعدي أثرة) بفتح الهمزة والثاء؛ أي: يستأثر عليكم، وفيها ضبط آخر سبق.
          وقوله: (أمورا) منصوب على البدل من الذي قبله، ويروى: ((وأموراً)) بالعطف.
          (مات ميتة جاهلية) بكسر الميم حالة الموت، أي: كما يموت أهل الجاهلية من الضلال والفرقة.
          (في منشطنا) مفعل من النشاط، وهو الأمر الذي ينشط له ويخف إليه ويؤثر فعله، وهو مصدر بمعنى النشاط.
          (كفرا بواحا) بفتح الباء؛ أي: جهاراً، ويروى بالراء، وقيل: ((صراحا))، يريد الذي لا يحتمل التأويل، وإذا كان كذلك حل قتالهم، وهو معنى قوله: ((ليس عندكم من الله فيه برهان)) أي: من ربكم.
          (غلمة) بكسر الغين جمع: غلام، ويروى: ((أغيلمة))، ونبه بذلك على تحقيرهم، انتهى كلام الزركشي.
          أقول:
          قال ابن العربي: في هذا الحديث فائدة يختبر بها المحدثون يقال أي حديث اجتمع فيه أربعة من الصحابة فيقال أربعة، هي حديث ردم يأجوج يرويه سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن حبيبة عن أم حبيبة هي عن زينب بنت جحش وحديث العمالة، انتهى كلام ابن العربي.
          أقول: وقال الشيخ سراج الدين عمر ابن الملقن ⌂ في مختصر هذا الشرح، وقال: اختصرته في نصف عشرة قال فيه: وأعلا ما وقع للبخاري فلإثبات مجموعها اثنان وعشرون حديثاً منها أحد عشر حديثاً بإسناد واحد عن مكي بن إبراهيم، وفي بعضها المكي بألف ولام، وهو هو ثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع:
          1- من نقل علي ما لم أقل ذكره في العلم في باب إثم من كذب علي.
          2- كان جدار المسجد عند المنبر ذكره في الصلاة.
          3- في البحري عند الأسطوانة(2) وأخرجه (م) رباعيًّا عن محمد بن المثنى عن مكي.
          4- كنا نصلي مع رسول الله صلعم المغرب إذا توارت بالحجاب(3).
          5- في صوم يوم عاشوراء(4).
          6- في الصلاة على الجنازة ذكره في الحوالة.
          7- في المبايعة ذكره في الجهاد.
          8- في أخذ لقاح رسول الله صلعم ذكره في باب من رأى العدو فنادى بصوته يا صباحاه.
          9- الضربة في ساق مسلمة ذكره في غزوة خيبر.
          10- في لحوم الحمر ذكره في الذبائح في آنية المجوس والميتة.
          11- في الحداد ذكره في الديات.
          ومنها:6 أحاديث عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد عن يزيد ابن أبي عبيد عن سلمة.
          1- في صوم عاشوراء.
          2- في الصلاة على الجنازة ذكره في الكفالة.
          3- في الحمر الأنسية ذكره في كسر الدنان التي فيها الخمر وأخرجه (م) رباعيًّا عن أبي بكر بن أبي النصر عنه.
          4- أنه غزا مع رسول الله سبع غزوات ذكره في المغازي.
          5- في الادخار من الأضاحي، وأخرجه (م) رباعيًّا.
          6- في البيعة مرتين ذكره في الأحكام.
          ومنها:3 عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن حميد عن أنس في قصة الربيع ذكره في الصلح في الدية، وبه عن رسول الله كتاب الله القصاص ذكره كذلك في التفسير، وبه أن ابنة النضر لطمت جارية فكسرت ثنيتها فأتوا رسول الله فأمر بالقصاص ذكره كذلك في الديات في باب السن بالسن وفي الحقيقة الكل حديث واحد.
          ومنها:1- عن عصام بن خالد ثنا جرير بن عفان أنه سأل عبد الله بن بشر صاحب رسول الله صلعم قلت: أرأيت رسول الله صلعم كان شيخاً قال في عنفقته شعرات بيض ذكره في باب صفة رسول الله صلعم.
          ومنها:1- عن خلاد بن يحيى ثنا عيسى بن طهمان سمعت أنس بن مالك ☺ يقول نزلت آية الحجاب في زينب بنت جحش إلى آخره ذكره في التوحيد في باب وكان عرشه على الماء.
          والحاصل أن هذه الثلاثيات وقع حلها من طريق سلمة بن الأكوع وهي سبعة عشر حديثاً وأربعة عن أنس وواحد عن عبد الله بن بشر وأحد عشر من الأول شيخه فيها مكي وستة منها أبو عاصم النبيل، وثلاثة عن الأنصاري ورابعها عن خلاد عن عيسى عن أنس والواحد عن عصام عن جرير عن عبد الله بن بسر.
          وأما رباعيته فكثيرة:
          منها: حديث عبيد الله بن موسى / ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة أنه ◙ صلى في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه.
          ومنها: حديث أبي هريرة ☺ الصوم لي وأنا أجزي به.
          ومنها: حديث عبد الله وأبي موسى في الهرج أخرجه عن عبد الله بن موسى عن الأعمش عن شقيق عنها.
          ومنها: حديث المغيرة لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين.
          ومنها: حديث أبي اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني أنس أنه ◙ خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر بطوله وأخرجه (م) خماسيًّا.
          ومنها: حديث أبي نعيم ثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة قال: قال عبد الله وذكر التشهد.
          ومنها: حديث أبي نعيم ثنا ابن شهاب عن عطاء عن جابر لولا أني شئت الهدى وأخرجه (م) خماسياً عن ابن نمير عنه.
          ومنها: حديث خالد بن مخلد ثنا سليمان بن بلال عن أبي حازم عن سهل بن سعد في باب الريان وأخرجه (م) خماسياً.
          ومنها: حديث سهل بن سعد في الخيط الأبيض أخرجه رباعياً، و(م) خماسيًّا.
          ومنها: حديث عبد الله بن موسى عن هشام عن أبيه أن عمر نشد الناس في السقط فقال المغيرة الحديث.
          ومنها: حديث أبي عاصم عن عمرو بن محمد عن سالم عن أبيه في يوم عاشوراء وأخرجه (م) خماسيًّا.
          ومنها: حديث قتادة عن أنس ما من مسلم يغرس غرساً إلى آخره أخرجه عن قتيبة عن أبي عوانة ثم قال: وقال لنا سلم: ثنا أبان ثنا قتادة ثنا أنس عن رسول الله صلعم.
          ومنها: حديث البراء اعتمر ◙ في ذي القعدة وأخرج فيه (ت) قوله لجعفر أشبهت خلقي وخلفي عن أبي عبد الله البخاري.
          ومنها: حديث واثلة أن من أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غير أبيه.
          ومنها: حديث جابر مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارًا وأخرجه (ت) عن (خ).
          ومنها: حديث أنس لما كان يوم أحد انهزم الناس عن رسول الله صلعم وأخرجه (م) خماسيًّا.
          ومنها: حديث ابن عباس كما أنزلنا على المقتسمين قالوا آمنوا ببعض وكفر اليهود والنصارى ذكره رباعيًّا.
          ومنها: حديث جندب في الضحى أخرجه رباعيًّا، و(م) خماسيًّا.
          ومنها: حديث سهل بن سعد في قعود تلك المرأة منه وأخرجه (م) خماسيًّا.
          ومنها: عائشة بنت سعد أن أباها قال فسكت الحديث أخرجه عن المكي بن إبراهيم ثنا الجعيد عنها به، وكذا حديث سهل بن سعد في قصة المنذر من أبي أسيد أخرجه (م) سداسيًّا.
          ومنها: حديث مكي بن إبراهيم عن الجعيد عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد في الشارب وهذا رباعي وكذا حديث عبيد الله بن موسى عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله رفعه أول ما يقضى بين الناس في الدماء.
          فصل
          وحديث أبي رجاء العطاردي كنت يوم بعث رسول الله صلعم غلاماً أرعى الإبل قال (خ) ثنا الصلت بن محمد قال: سمعت مهدي بن ميمون قال سمعت أبا رجاء يقول: كنا نقعد الحجر إلى آخره وسمعت أبا رجاء يقول: كنت يوم بعث.. إلى آخره.
          وخماسياً به أيضاً كثيرة: منها حديث أبي ذر أي العمل أفضل وأخرجه (م) ثمانياً.
          ومنها: حديث أبي سعيد في الهجرة وأخرجه (م) سداسيًّا.
          ومنها حديث أبي سعيد: لتتبعن سنن من قبلكم الحديث وأخرجه (م) عن عروة ولم يسمهم سداسياً.
          ومنها: حديث أنس قدم الناس من عكل وأخرجه (م) مرَّة سداسياً.
          ومنها: حديث أبي سعيد خرج رسول الله صلعم في أضحى أو في فطر الحديث بطوله وأخرجه (م) سداسيًّا.
          ومنها: حديث أبي اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رأس مائة سنة لا يبقى بمن هو على ظهر الأرض أحد، وأخرجه (م) سداسيًّا.
          ومنها: حديث أبي اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلعم يقول: تفضل صلاة الجمع على صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءاً، وأخرجه (م) سداسيًّا.
          ومنها حديث: أبي اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة في الرؤية بطوله وأخرجه (م) سداسيًّا.
          ومنها حديث: أبي اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري عن عروة عن عائشة كان يدعو في الصلاة اللهم أني أعوذ بك من عذاب القبر إلى آخره وأخرجه (م) سداسيًّا.
          ومنها حديث: أبي اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرنا عطاء بن يزيد الليثي / عن أبي هريرة في ذراري المشركين وأخرجه (م) سداسيًّا.
          ومنها: حديث حسان: اللهم أيده بروح القدس.
          ومنها حديث: ابن حسان في بعث معاذ إلى اليمن وأخرجه (م) سداسيًّا.
          ومنها: حديث عائشة أهدى رسول الله عنها أخرجه عن أبي نعيم ثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عنها.
          ومنها: حديث أم سلمة في الإيلاء وأخرجه (م) سداسيًّا.
          ومنها حديث: صفية في زيارتها وأخرجه (م) سداسيًّا وكذا حديث أبي هريرة إنكم تقولون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلعم وحديث الغار أخرجها (م) سداسيًّا.
          ومنها حديث: فيما له بخيبر.
          ومنها: حديثه أيضاً إنما الشؤم في ثلاثة وأخرجه (م) سداسياً وكذا حديث أنس صحبت جريراً وحديث جابر في قصة السيف من يمنعك مني، وحديث أبي هريرة: لا تخيروني على موسى، وحديثه أيضاً ما من بني آدم مولود إلا مسه الشيطان الحديث أخرجهما (م) سداسياً.
          ومنها: عائشة أنه ◙ كان إذا خرج أقرع بين نسائه أخرجه (م) سداسياً.
          ومنها: حديث أبي مسعود في الغلام اللحام.
          ومنها حديث: أبي ثعلبة في الصيد وأخرجه (م) سداسياً وكذا حديث أبي هريرة لا طيرة، وأخرجه (م) سداسيًّا وكذا حديثه أيضاً: لا عدوى، وحديث عائشة أنه حين توفي سجي ببرد حبرة، وحديث أنس في الشيب كلها أخرجها (م) سداسياً، وكذا حديث عمر بن الخطاب للهُ أرحم بعباده من هذه لولدها، وحديث أبي هريرة في الهرج وحديث عائشة في سلام جبريل عليها أخرجه (م) سداسيًّا كلاهما من طريقين.
          ومنها: حديث ابن مسعود في التشهد أخرجه (م) سداسيًّا.
          ومنها: حديث جندب من سمع سمعَ الله به أخرجه رباعياً وخماسياً، و(م) خماسي.
          ومنها: حديث أبي موسى الأشعري في قصة قف البئر، وأخرجه (م) سداسيًّا وحديث أبي سعيد في الدجل كذلك.
          وله سداسيات منها: حديث عائشة في نقض الكعبة وحديث عبد الله بن زيد في صفة الوضوء، وحديث زينب تصدقن ولو من حليكن، وهذا أخرجه سداسياً وسباعياً وأخرجه (م) سباعياً، وحديث عائشة في الإحسان إلى البنات وأخرجه (م) سباعيًّا وكذا حديث أنس متى الساعة أخرجه سداسياً، و(م) سباعياً، وحديث ابن عباس أعوذ بعزتك سداسي وأخرجه (م) بتمامه سباعياً.
          ومنها: حديث كعب أنه ◙ كان إذا قدم من سفر ضحى دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس وأخرجه (م) سباعيًّا وكذا حديث سارق علي وأخرجه (م) سباعياً، وكذا حديث مال البحرين وأخرجه (م) سباعيًّا، وحديث ابن عباس قدم مسيلمة الكذاب، وحديث أبي هريرة ليس المسكين الذي ترده التمرة وأخرجه (م) سداسياً، وكذا حديث أبي سعيد في المنافقين، أخرجه (م) سداسياً وكذا حديث ابن عباس بت عند خالتي ميمونة، أخرجه (م) سداسيًّا، وحديث أبي ذر أين تغرب الشمس، وحديث جبير إن لي أسماء وقد أخرجه (م) سداسياً وحديث ابن عباس ذكر المتلاعنان عند رسول الله صلعم أخرجه سداسيًّا، و(م) سباعيًّا.
          ومن سباعياته: حديث عائشة أين المتألي على الله وأخرجه (م) ثمانياً.
          ومن ثمانياته: حديث أبي هريرة من باب وعليه صيام صام عنه وليه.
          وله تساعي: أيضاً سيمر إن شاء الله تعالى، انتهى كلام ابن الملقن ☼ في مختصر شرحه هذا.
          والعجب منه ☼ أنه لم يذكر هذه الفوائد في ((شرحه الكبير)) وذكره في ((مختصره)) الذي قال اختصرته في نصف عشرة، أقول وهو نحو سبعة كراريس يكون مقدار خمس عشرة لا نصف عشرة.
          وفيه بعض فوائد وهو بفهرست أبواب الجامع الصحيح أشبه ليس فيه إلا بعض مسائل وفوائد.
          أقول: ويأتي في باب الفتن في باب يأجوج ومأجوج ثنا أبو اليمان قال أنا شعيب عن الزهري (ح) وثنا إسماعيل قال ثني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن زينب ابنة أبي سلمة حدثته عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب بنت جحش أن رسول الله صلعم دخل عليها فزعاً الحديث.
          وحديث: ويل للعرب سباعي أيضاً ذكره (خ) في باب علامات النبوة ثنا أبو اليمان قال أنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة حدثته أن أم حبيبة / بنت أبي سفيان حدثتها عن زينب بنت جحش أن النبي صلعم دخل عليها فزعاً يقول: لا إله إلا الله ويل للعرب.. الحديث.
          أقول:
          وهذه أرجوزة في معرفة عقد الأصابع في الحساب كنت وعدت من قبل أن أذكرها وهذه هي وهذا الحساب لا يعرفه كل أحد من المحاسبين وإنما يتغاناه بعض حساب العجم:
يقول راجي الله منشي السحب                     على المعروف بابن المغربي
الحمد لله القدير العالم                     مقدر الأرزاق بين العالم
مسكن البحر بجري الفُلك                     وعالم حَصْر نجوم الفلك
أرسل فينا من بني عدنان                     نبي صدق جاء بالقرآن
علمنا السلام والإيمانا                     وأظهر الحكمة والبيانا
صلى عليه الله ذو الجلال                     وآله الأطهار خير آل
وبعده الحسابُ علم نافع                     ولا يشك في معاني سامع
وأنه عند غزير الفهم                     أشرف قدراً من كثير العلم
به يقوم القسط في الأمصار                     ويعرف الحق بلا تماري
ويقسم الزكاة في الأموال                     والإرث للنساء والرجال
هذا وأن العلماء صنفوا                     في علم ذاك كتبا وألفوا
حتى أتوا بكل تصنيف بهي                     ينفع كل مبتد ومنتهي
وإنني أتيت كالمزاحم                     أتبع فيه أثر كل عالم
وقد حدا بي الفهم أن أصنفا                     في علمه شيئاً وأن أُؤلفا
أرجوزة تدعى بلوح الضبط                     حوت على علم حساب القبط
          باب عقد الآحاد بالأصابع
اعلم بأن عقدك الآحادا                     خصُّوا بها ثلاثة أفرادا
بخنصر وبنصر ووسطى                     وذاك في اليمين فاعرف ضبطا
فواحد ابسط يديك واخصر                     وركب البنصر فوق الخنصر
وضم في الاثنين تركيبهما                     من غير تغيير لذاك فاعلما
وكُف إن أردت أن تُثلثا                     وسطاك مع كليهما إن ثلثا
واعمد إلى الخنصر حسب ما وقع                     فما تبقى فهو عقد الأربع
ثم اكفف الوسطى لعقد الخامس                     فرداً كذا البنصر عند السادس
كذلك الخنصر في التتابع                     فاكنفه فرد عند عقد السابع
واكفف كذا الثامن عند الخنصر                     واروحه في العقد بكف البنصر
هذا وفي التاسع فالحق بهما                     وسطاك واعرف ما أقول وافهما
والقول في الآحاد قد تناها                     وفيه ما يستنه استناها
فافهم فإني ذاكر يا سامعي                     ما الفرق بين ثالث وتاسع
أيضاً وإن ثامن وثاني                     ملخصاً في العقد بالبيان
والفرق بين ذاك وضع الخنصر                     في عقدك الاثنين فوق البنصر
وهكذا الثالث يا ذا الأدب                     رُكِبَ والتاسع لم يركب
          باب عقد العشرات بالأصابع
والعشرات يا أخا النجابة                     خَصُّوا بها الإبهام والسبابة
وتلك أيضاً منك في اليمين                     فكن من الضبط على يقين
واعلم إذا أردت عقد العشرة                     فإنها كحلقة مُدورة
وضع كذا العشرين إبهام اليد                     في العقد تحت إصبع التشهد
لكي يكون منه فوق عقدته                     مشاركاً وسطاك في أنملته
واضمم بها عند الثلثين ترى                     كقابض الإبرة من فوق الثرى
واعطف على السبابة الإبهاما                     في الأربعين وافهم الكلاما
ثم اكفف الإبهام عقدا وحده                     وذاك في الخمسين فاعرف حده
واردفه في الستين بالسبابة                     كقبضة الرامي على النشابة
ومثل السبعين عند العقد                     كناقف الدينار عند النقد
والأصبعان في الثمانين إنهما                     قد لصقا في العقد مع بسطهما
وهي بعقد الأربعين أنسب                     لكن ما الإبهام لا يركب
والفرق بين عقدها والعشرة                     بأنها مضمومة منحصرة
والعشرات قد تناها حدها                     وعقدها وضبطها وحدها /
وهي لذي العقد على انفرادها                     لا يمنع التكميل مع آحادها
قد شبهوا قبض يد الضنين                     في شكلها بالتسع والتسعين
          باب عقد المآت بالأصابع
ثم اعقد المآت في الشمال                     كالعشرات فاستمع مقالي
اعلم بأن شكلها كشكلها                     وأصلها في عقدها كأصلها
نالت كنيل تلك في انقسامها                     سبابة الشمال مع إبهامها
والمائة الأولى تحاكي العشرة                     نفس على ذلك يا ذا المخبرة
والمائتان تشبه العشرينا                     افهم فقد بينته تبيينا
          باب عقد الألوف
ثم اعقد الألوف كالآحاد                     في يدك اليسرى على انفراد
أقسامها ثلاثة مقررة                     وسطاك والخنصر يتلو بنصره
تركيبها إن كنت ممن يعرف                     كعقدك الآحاد لا يختلف
ثم إذا ساقك العد إلى                     عشرة آلاف لما تكملا
فعند ذاك فاستعر عقد مائة                     بحالها وحلقة منطوية
فكلما زاد على ما قد ذكر                     فخذ له بعض العقود واستعر
وقد يقضي ما أردت ذكره                     مبيناً لما كشفت أمره
وذاك أقصى ما يرام عقده                     ويستطاع باليدين عده
          وقد ذكرت هذه الأرجوزة لنا سنة عقد تسعين وهي لا توجد إلا عند بعض الحساب.
          وقد قال لي بعض مشايخي ممن كان ماهراً في فن الحساب أنه أنهى ما بعد العاد بأصابع اليدين تسعة آلاف وتسع مائة وتسعة وتسعين كما قد أشار إليه ناظم الأرجوزة فاعرفه.


[1] في هامش المخطوط: ((أقول: قالوا هذا في اليد اليمنى لا اليسرى والمؤلف أطلق فاعلمه كما سنذكره بعد كلام والدي ⌂ في هذا الباب منظوماً جميع أعداد أصابع اليدين إن شاء الله تعالى)).
[2] في هامش المخطوط: ((أقول: أخرجه أيضاً في الصلاة)).
[3] في هامش المخطوط: ((أقول: أخرجه في الصلاة أيضاً)).
[4] في هامش المخطوط: ((أقول صوم عاشوراء أخرجه في الصوم)).