مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}

          ░14▒ باب {يَسْتَفْتُونَكَ} [النساء:176]
          فيه حديث البراء قال: آخر آية نزلت خاتمة سورة النساء {يَسْتَفْتُونَكَ}.
          هذا أحد الأقوال، وروي عن ابن عباس: أن آخر آية نزلت {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ} [التوبة:128]، وعنه: {وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ} [البقرة:281].
          قوله: {أَن تَضِلُّواْ} [النساء:44]، أي: لئلا تضلوا.
          وقال البصريون: هذا خطأ لا يجوز إضماره، والمعنى عندهم: كراهية / أن تضلوا مثل {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف:82] ومعنى آخر: يبين الله لكم الضلالة، أي: أن تفعلوا فعلكم، كما تقول: يعجبني أن تقوم أي: قيامك.
          وسلف معنى الكلالة والخلاف فيها، وقام الإجماع أن الإخوة المذكورين في هذه الآية في الكلالة هم الإخوة للأب والأم، أو للأب عند عدم الذين للأب والأم؛ لإعطائهم فيها الأخت النصف، وللإثنين فصاعداً الثلثين، وللإخوة الرجال والنساء للذكر مثل حظ الأنثيين؛ لأنه لا خلاف أن ميراث الإخوة للأم ليس هكذا، وأنهم شركاء في الثلث الذكر والأنثى فيه سواء، وإجماعهم في الكلالة التي في أول السورة: ولا خلاف أن ميراث الإخوة للأب والأم ليس كذلك.