مجمع البحرين وجواهر الحبرين

باب ميراث الجد مع الأب والإخوة

          ░9▒ باب ميراث الجد مع الأب والإخوة
          وقال أبو بكر وابن عباس.. إلى آخره.
          ثم ساق حديث ابن عباس السالف: ((ألحقوا الفرائض بأهلها..)). وحديث عكرمة، عنه قال؛ أما الذي قال رسول الله: ((لو كنت متخذاً)) الحديث.
          اختلفت الآثار في هذا الباب اختلافاً كثيراً. وكانوا يحذرون الخوض فيها.
          وورد في حديث لا يصح رفعه: ((أجرأكم على قسم الجد أجرأكم على النار)). قال الدارقطني: لا يصح رفعه؛ إنما هو عن عمر أو علي، ولفظ المروي عن علي: من سره أن يقتحم جراثيم جهنم فليقض بين الجد والإخوة.
          وعن ابن مسعود: سلونا عن عصباتكم ودعونا من الجد، لا حياه لي ولا بياه.
          روى يزيد بن هارون، عن الربيع بن صبيح، ثنا عطاء أنه ◙ قال: ((لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي في الغار)) وكان أبو بكر يقول: الجد أب ما لم يكن دونه أب، كما أن ابن الابن ابن ما لم يكن دونه ابن.
          قال ابن حزم: وممن كان يرى الجد أباً: عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وأبو موسى الأشعري وعائشة وأبو الدرداء وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبو هريرة ومروان، ومن التابعين: الحسن وعطاء وطاوس وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وجابر بن زيد والشعبي وعثمان البتي وشريح، وجماعة سواهم، ومن بعدهم: أبو حنيفة ونعيم بن حماد والمزني وأبو ثور وإسحاق بن راهويه وداود بن علي، وجميع أصحابنا قالوا: لا يرث الإخوة. لا الذكور ولا الإناث أشقاء كانوا أو لأب أو لأم مع الجد أبي الأب، ولا مع الجد أبي الجد المذكور / ، ولا مع جد جده، والجد المذكور أب إذا لم يكن الأب، وكل واحد منهم يحجب أباه.
          وقول (خ): (ويذكر عن عمر وعلي وابن مسعود وزيد أقاويل مختلفة)، كذا ذكره عنهم بصيغة تمريض، وقد أسلفنا من عند ابن حزم الصحة عن عمر وعلي وابن مسعود.
          وقال عبيدة السلماني: حفظت عن عمر في الحديث سبعين قضية، كلها يخالف بعضها بعضاً، وعن عمر أنه جمع الصحابة ليجتمعوا في الجد على قول فسقطت حية من السقف، فتفرقوا.
          ولم يذكر (خ) حديثاً في الجدة، وقد روى مالك في ((الموطأ)) عن الزهري، بسنده عن قبيصة بن ذؤيب: أن الصديق أعطاها السدس بعد أن سأل وقال: لا أعلم لك في كتاب الله وسنة رسوله شيئاً.