نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: أري النبي وهو في معرسه فقيل له إنك ببطحاء مباركة

          7345- (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ) أي: ابن عبد الله العيشيُّ _بالتحتية والمعجمة_ الظِّفاري البصري، قال: (حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ) بضم الفاء وفتح الضاد المعجمة، هو: ابن سُليمان النُّميري البصري، قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ) مولى ابن الزُّبير الإمام في المغازي، قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ) عبد الله بن عمرَ ☻ (عَنِ النَّبِيِّ صلعم أَنَّهُ أُرِيَ) بضم الهمزة وكسر الراء (وَهْوَ فِي مُعَرَّسِهِ) بضم الميم وفتح العين المهملة والراء المشددة وبالسين المهملة من التَّعريس، وهو المنزل الَّذي كان فيه آخر اللَّيل.
          (بِذِي الْحُلَيْفَةِ) في المنام (فَقِيلَ) بالفاء، وفي رواية أبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: <وقيل> بالواو (لَهُ) صلعم : (إِنَّكَ بِبَطْحَاءَ مُبَارَكَةٍ) وبطحاءُ الوادي وأبطحه: حصاه اللَّيِّن في بطن المَسِيل، وذو الحُليفة: على ستَّة أميالٍ من المدينة. وقيل: سبعة، وهو ماءٌ من مياه بني جُشم بينهم وبين خفاجة، وهي ميقاتُ أهل المدينة وهي الَّتي تسمِّيها العوامُّ: آبار عليٍّ ☺(1) .
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة لا تخفى؛ لأنَّ ذا الحُليفة أيضاً من أعظمِ مشاهده صلعم ، ولهذا قيل له: ((إنَّك ببطحاء مباركة)).
          ومراد البخاريِّ ☼ من سياق أحاديث الباب: تقديم أهل المدينة في العلمِ على غيرهم في العصر النَّبويِّ، ثمَّ بعده قيل: تفرَّق الصَّحابة ♥ / في الأمصار، ولا سبيل (2) إلى التَّعميم لِمَا لا يخفى.


[1] كذا قيل، وقيل أن هذه النسبة إنما هي لسلطان دارفور علي بن دينار الذي جدد حفر الآبار للمياه هناك وعمر المسجد فنسبت إليه، وكلاهما وهم وفيه كلام.
[2] في هامش الأصل: أي: لا سبيل إلى تعميم القول بذلك لأن الأعصار المتأخرة من بعد زمن الأئمة المجتهدين لم يكن فيها بالمدينة من فاق واحداً من غيرها في العلم والفضل فضلاً عن جميعهم، بل سكنها من أهل البدعة الشنعاء من لا يُشَكُّ في سوء نيته وخبث طويته، كذا قال الحافظ العسقلاني. منه.