نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: انطلق إلى المنزل فأسقيك في قدح شرب فيه رسول الله

          7342- (حَدَّثَنِي) بالإفراد، وفي رواية أبي ذرٍّ: <حدَّثنا> (أَبُو كُرَيْبٍ) بضم الكاف، محمد بن العلاء، قال: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) بضم الهمزة حمَّاد بن أسامة، قال: (حَدَّثَنَا بُرَيْدٌ) بضم الموحدة، هو: ابنُ عبد الله بن أبي بُردة _بضم الموحدة أيضاً_ (عَنْ أَبِي بُرْدَةَ) عامر أو الحارث بن أبي موسى الأشعريِّ، أنَّه (قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ) طيبة (فَلَقِيَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ) بتخفيف اللام، وفي رواية عبد الرَّزَّاق سبب قدوم أبي بُردة المدينة. فأخرج من طريق سعيد بن أبي بُردة، قال: أرسلنِي أبي إلى عبد الله بن سلامٍ لأتعلَّم منه، فسألني من أنت؟ فأخبرته، فرحَّب بي.
          (فَقَالَ لِي: انْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ) أي: انطلق معي إلى منزلِي، فالألف واللام بدلٌ من المضاف إليه (فَأَسْقِيَكَ) بالنَّصب (فِي قَدَحٍ شَرِبَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلعم ، وَتُصَلِّي فِي مَسْجِدٍ صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ صلعم . فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ) إلى منزله (فَسَقَانِي) وفي رواية أبي ذرٍّ: <فأَسقاني> بهمزة مفتوحة بعد الفاء (سَوِيقاً، وَأَطْعَمَنِي تَمْراً، وَصَلَّيْتُ فِي مَسْجِدِهِ) وفي «المناقب» [خ¦3814]: ((فقال: ألا تجيء فأطعمك سَوِيقاً وتمراً، وتدخُل في بيتٍ كان يدخل رسول الله صلعم فيه)). وقوله: ((فأطعمك سَوِيقاً وتمراً)) كأنَّه استعمل الإطعام بالمعنى الأعمِّ، وليس هذا من قبيل: علفتهاَ تبناً وماء بارداً؛ لأنَّه إمَّا من الاكتفاء وإمَّا من التَّضمين، ولا يحتاجُ إلى ذلك هنا؛ لأنَّ الطَّعام يستعملُ في الأكل والشُّرب.
          وفي «مناقب عبد الله بن سلامٍ» [خ¦3814] زيادة ذكر الرِّبا، وأنَّ من اقترض قرضاً فتقاضاه إذا حلَّ فأهدى له المديون هديَّةً كانت من جملة الرِّبا.
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة في قوله: ((وتصلِّي في مسجدٍ صلَّى فيه النَّبيُّ صلعم )).