نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: أتاني الليلة آت من ربي وهو بالعقيق أن صل في هذا الوادي

          7343- (حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ) بكسر العين، وهو: أبو زيد الهرويُّ كان يبيع الثِّياب الهروية، فنُسب إليها وهو من أهل البصرة، قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ) بالمثلثة الإمامِ أبي نصرٍ اليماميِّ الطَّائي مولاهم، أحد الأعلام، أنَّه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (عِكْرِمَةُ) مولى ابن عبَّاس (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) ☻ ، وفي رواية أبي ذرٍّ: <حدَّثني> بالإفراد <ابن عبَّاسٍ> (أَنَّ عُمَرَ) أي: ابن الخطَّاب ☺ (حَدَّثَهُ قَالَ: حَدَّثَنِي النَّبِيُّ صلعم قَالَ: أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي) أي: مَلَك، والظَّاهر أنَّه جبريل ◙ (وَهْوَ بِالْعَقِيقِ) هو وادٍ بظاهر المدينة (أَنْ صَلِّ) / قال الكرمانيُّ: لعلَّ المراد بالصَّلاة: سنَّة الإحرام (فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ، وَقُلْ: عُمْرَةً وَحَجَّةً) فيه دليلٌ على أنَّه صلعم كان قارناً، وقوله: ((عمرةً وحجَّةً)) منصوبان بفعل مقدَّرٍ؛ أي: نويتُ أو أردتُ عمرةً وحجَّةً.
          (وَقَالَ هَارُونُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ) هو: أبو الحسن الخزاز _بالمعجمات_ البصريُّ (حَدَّثَنَا عَلِيٌّ) هو: ابنُ المبارك، فقال في روايته: (عُمْرَةٌ فِي حَجَّةٍ) أي: مدرجةٌ في حجَّة، أو عمرة مع حجَّةٍ؛ يعني: القِرَآن. فخالف سعيد بن الرَّبيع في قوله: ((عمرة وحجَّة)) بواو العطف.
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة في قوله: ((وهو بالعقيق))؛ لأنَّه داخلٌ في مشاهده صلعم ، وقد مضى الحديث في أوائل «الحجِّ»، في «باب قول النَّبي صلعم : العقيق وادٍ مباركٌ» [خ¦1534].