نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: حالف النبي بين الأنصار وقريش

          7340- 7341- (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) هو: ابن مسرهدٍ، قال: (حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ) بفتح العين والموحدة المشددة فيهما، ابن حبيب بن المهلَّب بن معاوية المهلَّبي، من علماء البصرة، قال: (حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ) بن سليمان، أبو عبد الرَّحمن البصريُّ الحافظ (عَنْ أَنَسٍ) ☺، أنَّه (قَالَ: حَالَفَ) بالحاء المهملة وباللام المفتوحة بعدها فاء؛ أي: عاقد (النَّبِيُّ صلعم ، بَيْنَ الأَنْصَارِ) من الأوسِ والخزرج (وَقُرَيْشٍ) من المهاجرين على التَّناصر والتَّعاضد (فِي دَارِي الَّتِي بِالْمَدِينَةِ).
          فإن قيل: قد ورد: ((لا حلفَ في الإسلام)).
          فالجواب: أنَّ هذا هو الحلف (1) الَّذي كان في الجاهليَّة على الفتن والقتال والغارات ونحوها، فهو الَّذي نهى عنه.
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة في ذكر المدينة، وقد مضى الحديث في «الكَفالة» [خ¦2294]، وأخرجه مسلم في «الفضائل»، وأبو داود في «الفرائض».
          وقوله: (وَقَنَتَ) صلعم ... إلى آخره حديثٌ مستقلٌّ مضى في «كتاب الوتر» [خ¦1003] (شَهْراً) بعد الرُّكوع (يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ) بفتح الهمزة وسكون الحاء المهملة (مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ) بضم السين وفتح اللام؛ لأنَّهم غدروا بالقرَّاء وقتلوهم، وكانوا سبعين من أهل الصُّفة يتفقَّدون العلم ويتعلَّمون القرآن، وكانوا ردءاً للمسلمين إذا نزلت بهم نازلةٌ، وكانوا حقًّا عمَّار المسجد وليوث الملاحم، ولم ينجُ منهم إلَّا كعب بن زيدٍ الأنصاري من بني النَّجار، فإنَّه تخلَّص وبه رمقٌ، فعاش حتَّى استشهد يوم الخندق، وكان ذلك في السَّنة الرَّابعة.
          وفي روايةٍ في «المغازي» [خ¦4090]: ((قنت شهراً في صلاة الصُّبح يدعو على أحياء من أحياء العرب على رعل وذكوان وعصيَّة وبني لحيان)). وساق المؤلِّف هنا حديثين اختصرهما، وسبق كلٌّ منهما / أتمَّ ممَّا ذكره هنا.


[1] في العمدة هذا على الحلف