نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري

          7335- (حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ) بفتح العين وسكون الميم، أبو حفصٍ الباهليُّ الفلَّاس الصَّيرفي البصري، قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ) بفتح الميم وكسر الدال بينهما هاء ساكنة، / ابن حسَّان الحافظ أبو سعيدٍ البصري اللُّؤلؤي، قال: (حَدَّثَنَا مَالِكٌ) الإمام (عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بضم الخاء المعجمة وفتح الموحدة الأولى، الأنصاريِّ المدني (عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ) أي: ابن عمرَ بن الخطَّاب ☺.
          (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) ☺، أنَّه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم : مَا بَيْنَ بَيْتِي) أي: قبري، وهو في منزلي (وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ) يجوز أن يكون حقيقةً، وأنَّها تنتقل إلى الجنَّة كالجذع الَّذي حنَّ إلى النَّبيِّ صلعم ، أو مقتطعة من الجنَّة كالحجر الأسود، وأن يكون مجازاً من إطلاق المسبِّب على السَّبب؛ لأنَّ ملازمة ذلك المكان للعبادة سببٌ في نيل الجنَّة (وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي) أي: يوضع بعينه يوم القيامة عليه، والقُدرة صالحةٌ لذلك، والمراد بحوضهِ نهر الكوثر الكائن داخل الجنَّة لا حوضه الَّذي خارجها المستمدُّ من الكوثر، أو أنَّ له هناك منبراً على حوضه يدعو النَّاس عليه إليه.
          وقال الكرمانيُّ: «روضة» أي: كروضةٍ أو هو حقيقةٌ، وكذا حكم المنبر، قالوا: معناه: من لزم العبادة فيما بينهما فله روضةٌ منها، ومن لزمها عند المنبر يشربُ من الحوضِ. واحتجَّ بهذا الحديث على تفضيل المدينة؛ لأنَّه قد علم أنَّه إنَّما خصَّ ذلك الموضع منها بفضيلةٍ على بقيَّتها، فقد بان أن يدلَّ على فضلها على ما سواها، فتأمَّل.
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة ظاهرةٌ، وقد مضى في آخر «الصَّلاة» [خ¦1196]، وفي آخر «الحجِّ» [خ¦1888]، وفي «الحوض» [خ¦6588]، وأخرجه مسلم في «الحجِّ».