نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: كان يوضع لي ولرسول الله هذا المركن فنشرع فيه جميعًا

          7339- (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بالموحدة والمعجمة المشددة، أبو بكرٍ العبديُّ مولاهم الحافظ بندار، قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى) بن عبد الأعلى السَّامي _بالسين المهملة_ البصري، قال: (حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ) القُرْدوسِي _بضم القاف والدال المهملة بينهما راء ساكنة وسين مهملة مكسورة_ الأزديُّ مولاهم الحافظ (أَنَّ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ حَدَّثَهُ: عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزُّبير (أَنَّ عَائِشَةَ) ♦، (قَالَتْ: كَانَ) وفي رواية أبي ذرٍّ: <قد كان> (يُوضَعُ لِي وَلِرَسُولِ اللَّهِ صلعم هَذَا الْمِرْكَنُ) بكسر الميم وفتح الكاف بينهما راء ساكنة بعدها نون، الإجَّانة الَّتي تُغسل فيها الثِّياب، والميم زائدةٌ، / قاله ابنُ الأثير، وكذا فسَّره الأصمعيُّ.
          وقال الخليل: هو شبه تور من أدم، وقال غيره: هو شبه حوضٍ من نحاسٍ.
          وقال الحافظ العسقلانيُّ: وأبعد من فسَّره بالإِجَّانة _بكسر الهمزة وتشديد الجيم ثم نون_؛ لأنَّه فسَّر الغريب بمثله. والإجَّانة: هي القِصرية _بكسر القاف_، وفيه نظرٌ.
          (فَنَشْرَعُ فِيهِ جَمِيعاً) أي: نتناول منه بغير إناء، وأصله الورود للشُّرب، ثمَّ استُعمل في كلِّ حالةٍ يتناول فيها الماء. وقد سبق في «باب غُسل الرَّجل مع امرأته» من «كتاب الغُسل» قالت: ((كنت أغتسل أنا والنَّبيُّ صلعم من إناءٍ واحدٍ من قدحٍ يقال له: الفَرَق)) [خ¦250].
          قال ابن بطَّال: فيه سنَّةٌ متَّبعةٌ لبيان مقدار ما يكفي الزَّوج والمرأة إذا اغتسلا.
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة يمكن أن تُؤخذ من أنَّ المركن لا يُستعمل إلَّا بالمدينة. وقد مضى الحديث في الباب المذكور.