نجاح القاري لصحيح البخاري

حديث: سابق النبي بين الخيل فأرسلت

          7336- (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) التَّبوذكي، قال: (حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ) بضم الجيم، هو: ابن أسماء البصريُّ (عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ) أي: ابن عمرَ ☻ ، أنَّه (قَالَ: سَابَقَ النَّبِيُّ صلعم ) من المسابقة، وهي المراهنةُ في إعداء الخيل (بَيْنَ الْخَيْلِ فَأُرْسِلَتِ) على البناء للمفعول؛ أي: أرسلتُ الخيل (الَّتِي ضُمِّرَتْ) بضم الضاد المعجمة وتشديد الميم المكسورة، من التَّضمير، وهو أن تُعلف الفرس حتَّى تَسْمن، ثمَّ تردُّ إلى القوت، وذلك في أربعين يوماً.
          وقال الخطَّابي: تضمير الخيل: أن يُظاهر عليها بالعلف مدَّةً، ثمَّ تغشَّى بالجلالِ، ولا تعلف إلَّا قوتاً حتَّى تعرقَ، فيذهب كثرةُ لحمها فتصلبَ، وزيد في المسافة للخيل المضمرة؛ لقوَّتها ونقص منها لما لم تضمر؛ لقصورها عن شأو ذات التَّضمير؛ ليكون عدلاً بين النَّوعين، وحكمه (1) إعداد للقوَّة في إعزاز كلمة الله امتثالاً لقوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال:60].
          وفي رواية أبي ذرٍّ عن الكُشميهني: <فأَرسل> بفتح الهمزة؛ أي: فأرسل النَّبيُّ صلعم الخيل الَّتي ضُمِّرت.
          (مِنْهَا) أي: من الخيول / (وَأَمَدُهَا) بفتح الهمزة والميم المخففة؛ أي: غايتها (إِلَى الْحَفْيَاءِ) بفتح الحاء المهملة وسكون الفاء بعدها تحتية مهموز ممدود، موضعٌ بينه وبين المدينة خمسة أميالٍ أو ستَّة، وسقطت في رواية أبي ذرٍّ كلمة: «إلى» فالحفياء رفع (إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ) بفتح الواو، أضيفت الثَّنية إلى الوداع؛ لأنَّ الخارج من المدينة يمشي معه المودِّعون إليها.
          (وَالَّتِي لَمْ تُضَمَّرْ، أَمَدُهَا) أي: غايتها (ثَنِيَّةُ الْوَدَاعِ إِلَى مَسْجِدِ بَنِي زُرَيْقٍ) بضم الزاي وفتح الراء، وبنو زُريق من الأنصار (وَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ) أي: ابن عمرَ ☻ (كَانَ فِيمَنْ سَابَقَ).
          ومطابقة الحديث للتَّرجمة من حيث إنَّ المواضع المذكورة تدخلُ في المشاهد المذكورة في التَّرجمة.
          وقد مضى الحديث في «الصَّلاة»، في «باب: هل يقال: مسجد بني زُريقٍ» [خ¦420].


[1] في هامش الأصل: في نسخة: وكله. وهي الموافقة لما في عمدة القاري وإرشاد الساري.