إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: يا أمة محمد ما أحد أغير من الله

          5221- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ) القعنبيُّ (عَنْ مَالِكٍ) الإمام (عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ) عروة ابن الزُّبيرِ (عَنْ عَائِشَةَ ♦ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم قَالَ: يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ) بنصب «أغير» خبر «ما» الحجازيَّة (أَنْ يَرَى عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ تَزْنِي(1)) بالتَّذكير للعبدِ، وبالتَّأنيث(2) خبرًا للأَمَة، وهكذا مكتوبٌ في الفرع مصلَّح على كشطٍ، وهو موافقٌ لـ «اليونينيَّة» ولأصول معتمدةٍ، وفي(3) غير ذلك من الأصول: ”ما أحدٌ أغيرُ من اللهِ أن يزنيَ عبدُهُ أو أمتُهُ تَزني“ وفي أخرى(4): ”أو تزنِيَ أمتُه“ بالتَّقديم والتَّأخيرِ في هذه الأخيرة. وقال في «فتح الباري»: قوله: «يا أمَّة محمد، ما أحدٌ أغيرَُ من الله أن يزنيَ عبدُهُ أو أمته تزني(5)» كذا وقع عنده هنا عن عبد الله بن مَسلمة عن مالك، ووقع في سائر الرِّوايات عن مالك: ”أو تزنِي أمتُهُ“ على وزان(6) الَّذي قبله، فيظهر أنَّه من سبق القلم هنا، أو لعلَّ لفظ «تزني» سقطت غلطًا من الأصل، ثمَّ أُلحقت فأخَّرها النَّاسخ عن محلِّها (يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ) من شؤم الزِّنا ووبالِ المعصيةِ، أو من أهوال القيامة (لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا) والقلَّة هنا بمعنى العدم، كقوله: قليل التَّشكِّي، أي: عديمهُ.
          وهذا الحديث سبق بأتم من هذا في «الكسوف» [خ¦1044].


[1] في (ب) و(س): «يزني».
[2] في (ب) و(س): «أو بالتأنيث».
[3] «وفي»: ليست في (م).
[4] في (ص): «أخر».
[5] «تزني»: ليست في (ص) و(س).
[6] في (م) و(د): «وزن».