إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

الترغيب في النكاح

          ░1▒ ( ╖ ) كذا للنَّسفي تقديمُ البسملةِ، وعند رواة(1) الفَـِرَبْريِّ تأخيرها، ولأبي ذرٍّ سقوطها. (التَّرْغِيبُ) ولأبي ذرٍّ: ”بابُ التَّرغيب“ (فِي النِّكَاحِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى) ولأبي ذرٍّ: ”لقولِ اللهِ ╡(2)“: ({فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء}[النساء:3]) زاد أبو الوقتِ والأَصيليُّ: ”الآيةَ“ والأمرُ يقتضِي الطَّلب، وأقلُّ درجاتِهِ النَّدبُ، فثبتَ التَّرغيبُ، وقولُ داودَ وأتباعِهِ من أهلِ الظَّاهرِ: إنَّه فرضُ عينٍ على القادِرِ على الوطءِ والإنفاقِ، تمسُّكًا بالآية، وقوله ╕ لعكَّافِ ابنِ وَدَاعَة الهلالي: «ألكَ زوجَةٌ يا عَكَّاف؟» قال: لا. قال: «ولا جَارِية؟» قال: لا. قال: «وأنت صحِيحٌ موسرٌ» قال: نعم، والحمد لله. قال: «فأنت إذًا من إخوانِ الشَّياطينِ، إمَّا أن تكونَ من رُهبانِ النَّصارى فأنتَ منهُم، وإمَّا أن تكون منَّا فاصنَع كما نصنَعُ، فإنَّ من سُنَّتنا النِّكاحُ، شِرارُكُم عُزَّابُكم، وأراذِلُ أمواتِكُم عُزَّابُكم، ويحكَ يا عَكَّاف تزوَّج» فقال عكَّاف: يا رسول الله، لا أتزوَّجُ حتى تزوِّجني من شئتَ. قال: فقال رسول الله صلعم : «فقَد زوَّجتُك على اسمِ الله والبرَكةِ كريمةَ بنت(3) كلثُومٍ الحميريِّ». رواه أبو يَعلى الموصليُّ في «مسنده» من طريق بقيَّة، فهو إيجابٌ على معيَّنٍ، فيجوز أن يكون سببُ الوجوبِ تحقَّق في حقِّه، والآيةُ لم تُسق إلَّا لبيانِ العددِ المحلَّلِ على ما عُرفَ في الأصولِ.


[1] «رواة»: ليست في (ص).
[2] في (د) و(م): «لقوله ╡».
[3] لفظ: «بنت» زيادة من المصادر، ليصح السياق. انظر: «مسند أحمد» (21450) و«مسند أبي يعلى» (6856).