إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب: {قوا أنفسكم وأهليكم نارًا}

          ░81▒ هذا (بابٌ) بالتنوين يذكر فيه قولهُ تعالى: ({قُوا أَنفُسَكُمْ}) احفظُوها بتركِ المعاصِي وفعل الطَّاعات ({وَأَهْلِيكُمْ}) بأن تأخذوهُم بما تأخذونَ به أنفُسكم ({نَارًا}[التحريم:6]) وفي ذكر المؤلِّف هذه الآية عقب الباب السَّابق المذكور فيه: «واستوصُوا بالنِّساء خيرًا» _كما قال(1) في «فتح الباري»_ رمزٌ إلى أنَّه يقوِّمهنَّ برفقٍ بحيث لا يبالغُ فيكسر، وليس المراد أنَّه يتركهنَّ على الاعوجاج إذا تعدَّين ما طبعنَ عليه من النَّقص إلى تعاطِي المعصيةِ بمباشرتها أو ترك الواجبِ، بل المراد أن يتركهنَّ على اعوجاجهنَّ في الأمور المباحةِ كما لا يخفى، فللَّهِ درُّ المؤلِّف ما أدقَّ نظره. قال الحسن: ما أطاع رجلٌ امرأتهُ فيما تهوى إلَّا كبَّه(2) الله في النَّار.


[1] في (م) و(د): «قاله».
[2] في (د): «أكبه».