التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: لما حاصر رسول الله الطائف فلم ينل منهم

          4325- قوله: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ): تَقَدَّم مِرارًا أنَّ هذا هو ابن المَدينيِّ الحافظ، وأنَّ (سُفْيَانَ) بعده: ابن عيينة، و(عَمْرٌو) بعده: هو ابن دينار المَكِّيُّ، لا قهرمان آل الزُّبَير، و(أَبُو العَبَّاس) بعده: هو السائب بن فرُّوخ، ثِقةٌ، أخرج له الجماعة، و(عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو): كذا في أصلنا بإثبات الواو، وفتح العين، وفي نسخة في الطرَّة: (عُمر)؛ بضمِّ العين، محذوف الواو، سيأتي فيه كلامٌ للدِّمْياطيِّ في (الأدب)، وسأذكره حيث ذَكرَه [خ¦6086]، قال ابن قُرقُول: («عن عبد الله بن عمرو»: كذا لرواة مسلم: ابن سفيان الجرجانيِّ، والنسفيِّ، والحمُّوي في حديث الطائف، وفي «باب التبسُّم والضحك» [خ¦6086]، وكانت الواو هنا عند [أبي] أحمد ملحقة، وعند ابن ماهان والمروزيِّ وأبي الهيثم والبلخي: «عن عبد الله بن عمر» [خ¦4325]، قال لنا القاضي الصدفيُّ: وهو الصواب، وكذا ذكره البُخاريُّ في موضع آخر: «عن عبد الله بن عمر بن الخَطَّاب»، وحكى ابن أبي شيبة في «مصنَّفه» فيه عن سفيان الوجهين، وكذلك اختلف فيه في «كتاب التوحيد» في آخر «باب المشيئة والإرادة»، فعند الجرجانيِّ: «ابن عَمرو» مُصحَّح، ولغيره: «ابن عمر» [خ¦7480])، انتهى.
          واعلم أنَّ هذه المسألة ذكرها جماعة من الحفَّاظ كأبي عليٍّ الغسانيِّ وغيرِه، ولكن آثرتُ ذكرَها مِن «المطالع»، ومثل هذه تمرُّ بي كثيرًا، ولا أتعرَّض له؛ لأنَّ فيه طولًا، ومَن أراد ذلك؛ فعليه بالمؤلَّفات التي فيها ذلك، وقال المِزِّيُّ لمَّا طرَّف هذا الحديث في ترجمة أبي العباس الشاعر عن ابن عَمرو: (منهم مَن قال: «عن عبد الله بن عُمَر»، ومنهم من قال: «ابن عَمرو»، وكان القدماء مِن أصحاب سفيان يقولون: «ابن عُمر»، كما وقع عند البُخاريِّ في عامَّة النسخ، وكان المتأخِّرون منهم يقولون: «عبد الله بن عَمرو»، كما وقع في «مسلم» و«النَّسائيِّ» في أحد الموضعين، ومنهم مَن لم ينسبه، كما وقع عند النَّسائيِّ في الموضع الآخر، والاضطراب فيه مِن سفيان، قال أبو عَوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراينيُّ: بَلغَني أنَّ إسحاق بن موسى الأنصاريَّ وغيرَه قالوا: «عبد الله بن عَمرو»، ورواه عنه _يعني: عن سفيان_ مِن أصحابه مَن يفهم ويضبط، فقالوا: «عبد الله بن عُمر»)، انتهى، وذكره في (مسند عبد الله بن عَمرو)، وأحال على (مسند ابن عمر)، والذي ظهر لي مِن كلامه ترجيحُ (ابن عُمر بن الخَطَّاب)، والله أعلم.
          قوله: (إِنَّا قَافِلُونَ): تَقَدَّم أنَّ (القفول) الرجوع [خ¦1797].
          قوله: (وَقَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً): (سفيان) هذا: تَقَدَّم أنَّه ابن عيينة.
          قوله: (قَالَ: قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الْخَبَرَ كُلَّهُ): كذا في أصلنا: (قال: قال)، وعلى الثانية: (صح)، والمراد: قال البُخاريُّ: قال الحُمَيديُّ، وتَقَدَّم مِرارًا أنَّ (الحُمَيديَّ) عبد الله بن الزُّبَير، وتَقَدَّم في أوَّل هذا التعليق لماذا نسب، والاختلاف في ذلك [خ¦1]، و(سفيان): هو ابن عيينة، وتَقَدَّم أنَّ قول البُخاريِّ: (قال فلان) إذا كان المسند إليه القولُ شيخَه؛ كهذا؛ فإنَّه مثل: (حدَّثنا)، لكنَّ الغالب استعمالها في المذاكرة، والله أعلم [خ¦142].