شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب فضل التهليل

          ░64▒ بابُ فَضْلِ التَّهْلِيلِ.
          فيه: أَبُو هُرَيْرَةَ: (أَنَّ النَّبيَّ صلعم قَالَ: مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَت لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ). [خ¦6403]
          قال المؤلِّف: روى جابر بن عبد الله عن النَّبيِّ صلعم أنَّه قال: ((أَفْضَلُ الذِّكْرِ التَّهْلِيلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ للهِ)) وقال ◙: ((أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ(1))) وقد قيل أنَّه اسم الله الأعظم، وذكر الطَّبري مِن حديث سعيد بن أبي عَرُوبة عن عبد الله بن بابي(2) المكي عن عبد الله بن عَمْرو بن العاص قال: إِنَّ الرَّجل إذا قال: لا إِله إِلَّا الله فهي كلمة الإِخلاص الَّتي لا يقبل الله عملًا حتَّى يقولَها، فإذا قال: الحمد لله، فهي كلمة الشُّكر الَّتي لم يشكر الله أحد حتَّى يقولها. ورُوي عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عبَّاس قال: مَن قال لا إله إلا الله، فليقل على إثرها: الحمد لله رب العالمين. وقد روى سعيد بن جبير عن ابن عبَّاس قال: قال النَّبيُّ صلعم: ((أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ الحَمَّادُونَ الَّذِينَ يَحْمَدُونَ اللهَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ)) وقال صلعم: ((مَنْ قَالَ: أُشْهِدُكَ أَنَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ، لَكَ الحَمْدُ وَالشُّكُرُ، فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ ذَلِكَ اليَومَ)) وكان صلعم إذا أتاه أمر يكرَهُه قال: ((الحَمْدُ للهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ)) وإذا رأى أمرًا يسرُّه قال: ((الحَمْدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ)).


[1] قوله: ((وقال ◙: ((أفضل ما قلت أنا والنَّبيون من قبلي: لا إله إلا الله)))) ليس في (ت).
[2] في (ز) و (ت): ((باباء)) بالمد، وفي المطبوع: ((باباه)) ولعل الصواب المثبت.