شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب هل يصلى على غير النبي

          ░33▒ بابٌ هَلْ(1) يُصَلَّى عَلَى غَيْرِ النَّبيِّ صلعم؟
          وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}[التوبة:103]
          فيه: ابنُ أَبِي أَوْفَى: (قَالَ: كَانَ إِذَا أَتَى(2) رَجُلٌ بِصَدَقَتِهِ النَّبيَّ صلعم قَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أبي أَوْفَى). [خ¦6359]
          وفيه: أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ: (أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ(3) إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ على محمَّد وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي العَالَمِينَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ). [خ¦6360]
          قال الضَّحَّاك: صلاة الله رحمتُه، وصلاة الملائكة الدُّعاء، والصَّلاة على غير النَّبيِّ صلعم جائزة بدليل الكتاب والسُّنَّة، ألا ترى أنَّه صلعم كان يصلِّي على مَن أتاه بصدقتِه، وفي حديث أبي حُمَيد أُمِرْنَا(4) بالصَّلاة على أزواجِه وذريَّتِه وأزواجُه مِن غير نسبِه(5).
          وهذا الباب ردٌّ لقول مَن أنكر الصَّلاة على غير النَّبيِّ صلعم.
          وروى ابن أبي شيبة قال: حدَّثنا هُشَيم حدَّثنا عثمان بن حكيم عن عِكْرِمَة عن ابن عبَّاس قال: ما أعلم الصَّلاة(6) تنبغي مِن أحد على أحد إلَّا على النَّبيِّ صلعم. والحجَّة في السُّنَّة لا فيما خالفَها.


[1] في (ت) و(ص): ((من)).
[2] في (ص): ((جاء)).
[3] قوله: ((آل)) ليس في (ت) و(ص).
[4] في (ت) و(ص): ((أمر)).
[5] قوله: ((وأزواجه من غير نسبه)) غير واضحة في (ز) وأثبتناها من (ت) و(ص)، في المطبوع: ((نسبة)).
[6] قوله: ((الصلاة)) ليس في (ت).