شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب التعوذ والقراءة عند المنام

          ░12▒ بابُ التَّعَوُّذِ وَالْقِرَاءَةِ عِنْدَ الْنَّومِ.
          فيه: عَائِشَةُ: (أَنَّ النَّبيَّ صلعم كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ في يَدَيْهِ، وَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ، وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ). [خ¦6319]
          وفيه: أَبُو هُرَيْرَةَ: (قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صلعم: إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إلى فِرَاشِهِ، فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ، فَإِنَّه لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ). [خ¦6320]
          وهذه أنواع أُخر أيضًا غير ما مرَّ مِن الأحاديث المتقدِّمة، وفيها استسلام لله ╡ وإقرار له بالإحياء والإماتة، وفي حديث عائشة ردُّ قولِ مَن زعم أنَّه لا تجوز الرُّقى واستعمال العَوذ إلَّا عند حلول المرض ونزول ما يُتعوَّذ بالله منه، ألا ترى أنَّ النَّبي ◙ نفث في يديه وقرأ المعوِّذات ومسح بهما جسدَه، واستعاذ بذلك مِن شرِّ ما يحدث عليه في ليلتِه ممَّا يتوقَّعُه وهذا مِن أكبر الرقى، وفي حديث أبي هريرة أدب عظيم علَّمَه النَّبيُّ ◙ أُمَّتَه، وذلك أمرُه بنفض فراشِه عند النَّوم خشية أن يأوي إليه بعض الهوامِّ الضارَّة فيؤذيه سمُّها، والله أعلم.