شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب ما يقول إذا أصبح

          ░16▒ بابُ مَا يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ.
          فيه: شَدَّادُ بنُ أَوْسٍ: (عَنِ النَّبيِّ صلعم قَالَ: سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ) وذكر الحديث: (مَنْ قَالَهَا حِيْنَ يُمْسِي فَمَاتَ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنْ قَالَهَا(1) حين يُصْبِحَ فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ). [خ¦6323]
          وفيه: حُذَيْفَةُ: (كَانَ النَّبيُّ صلعم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَالَ: بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ). وَعَنْ أبي ذَرٍّ مِثْلَهُ. [خ¦6324]
          قال المؤلِّف: معنى ذكر الله تعالى عند الصَّباح ليكون مفتتح الأعمال وابتداؤها ذكر الله، وكذلك ذكر الله عند النَّوم ليختم عملَه بذكرِه ╡، فتكتب الحفظة في أوَّل صحيفتِه عملًا صالحًا وتختمُها بمثلِه، فيُرجَى له مغفرة ما بين ذلك(2) مِن ذنوبِه.
          وروى الطَّبري مِن حديث الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلعم: ((يَقُولُ اللهُ ╡(3): اذْكُرْنِي مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ سَاعَةً، وَمِنْ آخِرِهِ سَاعَةً أَكْفِيْكَ مَا بَيْنَهُمَا)) وكان الصَّالحون مِن السُّوقة يجعلون أوَّل يومِهم وآخرَه إلى اللّيل(4) لأمر الآخرة، ووسطَه لمعيشة الدُّنيا، وإنَّما كانوا يعملون ذلك لترغيبِه صلعم على الدُّعاء طرفي النَّهار، وكان عُمَر بن الخطاب يأمر التُّجَّار فيقول(5): اجعلوا أوَّل نهارِكم لآخرتِكم، وما سوى ذلك لدنياكم، وقد رُوي عن النَّبيِّ صلعم ما يدلُّ على هذا المعنى، قال صلعم: ((يَقُولُ الله ╡: يَا ابنَ آدَمَ لَا تَعْجَزَنَّ عَن أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ أَوَّلَ النَّهَارِ أَكْفِيكَ آخِرَهُ)).


[1] في (ت) و(ص): ((قال)).
[2] قوله: ((ذلك)) ليس في (ت) و(ص).
[3] قوله: ((يقول الله ╡)) ليس في (ص).
[4] قوله: ((إلى الله)) ليس في (ص).
[5] في (ت) و(ص): ((يقول)).