شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب وضع اليد اليمنى تحت الخد الأيمنى

          ░8▒ بابُ وَضْعِ الْيَدِ تَحْتَ الْخَدِّ اليُمْنَى.
          فيه: حُذَيْفَةُ: (كَانَ النَّبيُّ صلعم إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ وَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا، وَإِلَيْهِ النُّشُورُ). [خ¦6314]
          يحتمل أن يكون وضع النَّبي صلعم يدِّه(1) تحت خدِّه عند النَّوم تذلُّلًا لله ╡ واستشعارًا لحال(2) الموت، وتمثيلُه لنفسِه لتتأسَّى أمَّتُه بذلك، ولا يأمنوا هجوم الموت عليهم في حال نومِهم، ويكونوا على أُهبة(3) مِن مفاجأتِه فيتأهَّبوا له في يقظتِهم وجميع أحوالِهم، ألا ترى قولَه صلعم عند نومِه: ((اللَّهُمَّ بِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا وَإِلَيْكَ النُّشُورُ)).


[1] قوله: ((يده)) ليس في (ت).
[2] في (ص): ((بحال)).
[3] في (ت) و(ص): ((رقبة)).