شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب ما يقول إذا نام

          ░7▒ بَابُ مَا يَقُولُ إِذَا نَامَ.
          فيه: حُذَيْفَةُ: (قَالَ: كَانَ النَّبيُّ صلعم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قَالَ: بِاسْمِكَ أَحْيَا وَأَمُوتُ، وَإِذَا قَامَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ). نُنْشِرُهَا: نُخْرِجُهَا(1). [خ¦6312]
          وفيه: الْبَرَاءُ: (قَالَ النَّبيُّ صلعم: إِذَا أَرَدْتَ مَضْجَعَكَ، فَقُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَنْجَا وَلَا مَلْجَأ مِنْكَ(2) إِلا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ، مُتَّ على الْفِطْرَةِ). [خ¦6313]
          ذِكر الله مستحبٌّ عند النَّوم ليكون الذِّكر آخر فعلِه، وهذا معنى قولِه صلعم: (وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ) أي لا تتكلَّم بعدهنَّ بشيء مِن أحاديث الدُّنيا، وليكن هذا الذِّكر خاتمة عملك، ألا ترى قولَه صلعم: (فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الفِطْرَةِ) وقد تقدَّم حديث مَعْمر عن الجُرَيرِي في فضل مَن بات على ذكر وطهر في الباب قبل هذا(3).


[1] قوله: ((ننشرها: نخرجها)) جاءت في (ز) و (ت) مهملة حرف المضارعة مع إهمال الحرف الرابع وأثبتناها كما في التلاوة، وفي حاشية مصورة السلطانية: ((تُنْشِرُها تُخْرِجُهَا كذا في الفرع وأصله بالتاء الفوقية أوله والتلاوة ننشرها بالنون)).
وفي (ص): ((ينشرها نخرجها)) هكذا غير مطابقة وفي المطبوع: ((ينشرها: يخرجها)).
[2] قوله: ((منك)) ليس في (ص).
[3] قوله: ((وقد تقدم حديث...الباب قبل هذا)) ليس في (ت) و(ص).