شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الدعاء عند الخلاء

          ░15▒ بابُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْخَلاءِ.
          فيه: أَنَسٌ: (كَانَ النَّبيُّ صلعم إِذَا دَخَلَ الْخَلاءَ، قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ). [خ¦6322]
          قال المؤلِّف: الخبث(1) والخبائث هو الشَّيطان الرَّجيم، رُوي هذا عن الحسن ومجاهد، وقد جاء معنى أمرِه صلعم بالاستعاذة عند دخول الخلاء في حديثٍ رواه مَعْمر عن قَتادة عن النَّضْر بن أنس(2) عن أنس بن مالك أنَّ رسول الله صلعم قال: ((إِنَّ هَذِهِ الحُشُوشُ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا دَخَلَهَا أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبْثِ وَالخَبَائِثِ)) فأخبر في هذا الحديث أنَّ الحشوش مواطن للشَّياطين، فلذلك أمرنا(3) بالاستعاذة عند دخولِها، وروى ابن وهب عن حَيْوَةَ بن شُريح عن أبي عَقيل أنَّه سمع سعيدًا(4) المَقْبُري يقول: إذا دخل الرَّجل الكنيف لحاجتِه ثم ذكر اسم الله كان سترًا بينَه وبين الجن، فإذا لم يذكر الله نظر إليه الجن يسخرون ويستهزؤون به.
          ورُوي عن النَّبيِّ صلعم أنَّه قال: ((إِذَا خَرَجَ أَحَدُكْمْ مِنَ الغَائِطِ فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَخْرَجَ عَنِّي مَا يُؤْذِيْنِي وَأَمْسَكَ عَلَيَّ مَا يَنْفَعُنِي)).


[1] قوله: ((الخبث)) ليس في (ص).
[2] قوله: ((بن أنس)) ليس في (ص).
[3] في (ت) و(ص): ((أمر)).
[4] في (ص): ((سعيد)).