شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب التعوذ من جهد البلاء

          ░28▒ بابُ التَّعَوُّذِ مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ. /
          فيه: أَبُو هُرَيْرَةَ (كَانَ النَّبيُّ صلعم يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ(1)، وَشَمَاتَةِ الأعْدَاءِ). [خ¦6347]
          قال المؤلِّف: كلُّ ما أصاب الإنسان مِن شدَّة المشقَّة والجهد ممَّا لا طاقة له بحملِه ولا يقدر على دفعِه عن نفسِه فهو مِن جَهْد البلاء، ورُوي عن ابن عُمر أنَّه سُئل عن جهد البلاء، فقال: قلَّة المال وكثرة العيال. ودرك الشَّقاء ينقسم قسمين فيكون في أمور الدُّنيا وفي أمور الآخرة، وكذلك سوء القضاء هو عام أيضًا في النَّفس والمال والأهل والخاتمة والمعاد. وشماتة الأعداء مما ينكأ القلب، ويبلغ مِن النَّفس أشدَّ مبلغ، وهذه جوامع ينبغي للمؤمن التعوُّذ بالله منها كما تعوَّذ النَّبي صلعم، وإنَّما دعا بذلك صلعم مُعلِّمًا لأُمَّتِه ما يُتعوَّذ بالله منه، فقد كان آمنَهُ الله ╡ مِن كلِّ سوء، وذُكِر عن أيُّوب صلعم أنَّه سُئل عن أيِّ حال بلائِه كان أشدَّ عليه؟ قال: شماتة الأعداء. أعاذنا الله مِن جميع ذلك بمنِّه وفضلِه.


[1] قوله: ((وسوء القضاء)) زيادة من (ت) و (ص).