شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم

          ░31▒ بابُ الدُّعَاءِ لِلصِّبْيَانِ بِالْبَرَكَةِ وَمَسْحِ رُؤُوسِهِمْ.
          وَقَالَ(1) أَبُو مُوسَى: (وُلِدَ لي فَدَعَا النَّبي صلعم له بِالْبَرَكَةِ).
          فيه(2): السَّائِب: (ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صلعم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ابنَ أُخْتِي وَجِعٌ، فَمَسَحَ رَأْسِي، وَدَعَا لي بِالْبَرَكَةِ) الحديث. [خ¦6352]
          وفيه: أَبُو عَقِيْلٍ: (أَنَّه كَانَ يَخْرُجُ بِهِ جَدُّهُ، عَبْدُاللهِ بْنُ هِشَامٍ، فَيَشْتَرِي الطَّعَامَ، فَيَلْقَاهُ ابنُ الزُّبَيْرِ وَابنُ عُمَرَ، فَيَقُولانِ(3): أَشْرِكْنَا، فَإِنَّ النَّبي صلعم قَدْ دَعَا لَكَ بِالْبَرَكَةِ، فَيُشْرِكُهُمْ، فَرُبَّمَا أَصَابَ الرَّاحِلَةَ كَمَا هِيَ فَيَبْعَثُ بِهَا إلى الْمَنْزِلِ). [خ¦6353]
          وفيه: مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ: (وَهُوَ الَّذي مَجَّ النَّبيُّ صلعم فِي وَجْهِهِ وَهُوَ غُلامٌ مِنْ بِئْرِهِمْ). [خ¦6354]
          وفيه: عَائِشَةُ: قَالَتْ: (كَانَ النَّبيُّ صلعم يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ، فَيَدْعُو لَهُمْ). [خ¦6355]
          فيه: الذَّهاب بالصِّبيان إلى الصَّالحين وسؤالهم الدُّعاء لهم بالبركة، ومسح رؤوسِهم تفاؤلًا لهم بذلك وتبرُّكًا بدعائِهم، وفي حديث محمود بن الرَّبيع مداعبة الأئمَّة وأهل الفضل للصِّبيان، وأنَّ ذلك مِن أخلاق الصَّالحين، وفي حديث أبي عَقِيل رغبة السَّلف الصَّالح في الرِّبح الحلال، وحرصِهم على بركة التِّجارة، وأنَّهم كانوا يتحرَّفون في التِّجارات / ويسعون في طلب الرِّزق ليستغنوا بذلك عن الحاجة إلى النَّاس، ولا يكونوا عالةً ولا كلًّا على غيرِهم.


[1] في (ت) و(ص): ((قال)).
[2] في (ت) و(ص): ((وفيه)).
[3] زاد في (ت) و(ص): ((له)).