شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب: إذا بات طاهرًا

          ░6▒ بابٌُ إِذَا بَاتَ طَاهِرًا وَفَضْلِهِ(1).
          فيه: الْبَرَاءُ،، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله(2) صلعم: (إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ على شِقِّكَ الأيْمَنِ، وَقُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا(3) إِلَّا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ على الْفِطْرَةِ، واجْعَلْهُنَّ(4) آخِرَ مَا تَقُولُ). [خ¦6311]
          قد(5) بيَّن ابن عبَّاس معنى المبيت على طهارة(6)، ذكر(7) عبد الرزَّاق عن أبي بكر بن عيَّاش قال: أخبرني أبو يحيى أنَّه سمع مجاهدًا يقول: قال لي ابن عبَّاس: لا تنامنَّ إلَّا على وضوء، فإنَّ الأرواح تُبعَث على ما قُبضت عليه. وهذا معنى قولِه ◙: (فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الفِطْرَةِ). وذُكِر عن الأعمش أنَّه بال ثم تيمَّم بالجدار، فقيل له في ذلك، فقال: أخاف أن يدركني الموت قبل أن أتوضأ.
          وعن الحكم بن عُتَيْبة أنَّه سألَه رجل: أينام الرجل على غير وضوء؟ قال: يُكرَه ذلك وإنَّا لنفعلُه.
          وروى مَعْمر عن سعيد الجُرَيرِي عن أبي السَّليل عن أبي توبة العِجْلي قال: مَن أوى إلى فراشِه طاهرًا أو نام ذاكرًا كان فراشُه مسجدًا، وكان في صلاة أو ذِكر حتَّى يستيقظ.
          وقال طاووس: مَن بات على طهرٍ وذِكرٍ كان فراشُه(8) مسجدًا حتَّى يصبح، ومثل هذا لا يُدرَك بالرَّأي وإنَّما يؤخذ بالتَّوقيف.


[1] قوله: ((وفضله)) ليس في (ت) و(ص).
[2] في (ت) و(ص): ((النَّبي)).
[3] زاد في المطبوع: ((منك)) وليست في نسخ التحقيق.
[4] في (ت): ((فاجعاهن)).
[5] في (ت) و(ص): ((وقد)).
[6] في (ت): ((الطهارة)).
[7] في (ت) و(ص): ((وذكر)).
[8] زاد في (ت) و(ص): ((له)).