شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الدعاء برفع الوبأ والوجع

          ░43▒ بابُ الدُّعَاءِ بِرَفْعِ الْوَبَاءِ وَالْوَجَعِ.
          فيه: عَائِشَةُ: (قَالَ النَّبيُّ صلعم: اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ). [خ¦6372]
          وفيه: سَعْدٌ: (عَادَنِي رَسُولُ اللهِ صلعم عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ شَكْوَى أَشْفَيْتُ مِنْها على الْمَوْتِ) وذكر الحديث. [خ¦6373]
          لم يذكر في حديث سعد في هذا الباب دعاء النَّبيِّ صلعم له برفع الوجع، وذُكر في كتاب المرضى، في باب دعاء العائد للمريض وقال فيه: ((اللَّهُمَّ اِشْفِ سَعْدًا)) وفي دعائِه ◙ برفع الوباء والوجع ردٌّ على مَن زعم أنَّ الولي لا يكرَه شيئًا مما قضى الله عليه(1)، ولا يسألُه كشفَه عنه، ومَن فعل ذلك لم تصحَّ له ولاية الله، ولا خفاء بسقوط هذا لأنَّه ◙ قال: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِيْنَةَ وَانْقُلْ حُمَّاهَا) فدعا بنقل الحمَّى عن المدينة ومَن فيها، وهو صلعم داخل في تلك الدَّعوة، ولا توكُّل أحد يبلغ توكُّلَه، فلا معنى لقولهم، وقد استقصيت الكلام في هذا المعنى في آخر كتاب الحج(2).


[1] قوله: ((عليه)) ليس في (ت) و(ص).
[2] في (ص): ((وقد استقصيت هذا في كتاب الحج)) وفي (ت): ((وقد استقصيت هذا في آخر كتاب الحج)).