الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن رسول الله لعن من اتخذ شيئاً

          1397- الثَّامن والخمسون بعد المئة: عن سعيد بن جُبيرٍ قال: مَرَّ ابن عمرَ بفِتيانٍ من قُريشٍ قد نصَبوا طائراً(1) وهم يرمونه، وقد جعَلوا لصاحِب الطَّير كلَّ خاطئةٍ مِن نَبلِهم، فلمَّا رأَوا ابنَ عمرَ تفرَّقوا، فقال ابن عمرَ: مَن فعَل هذا؟ لعَن الله / من فعَل هذا، «إنَّ رسولَ الله صلعم لعَنَ من اتَّخذ شيئاً فيه الرُّوحُ غَرَضاً(2)». [خ¦5515]
          وأخرَجه البخاريُّ من حديث سعيد بن عمرِو بن سعيد بن العاص عن ابن عمرَ: أنَّه دخَل على يحيى بن سعيدٍ، وغلامٌ من بني يحيى رابطٌ دجاجةً يرميها، فمشى إليها ابنُ عمرَ حتَّى حَلَّها، ثمَّ أقبَل بها والغلامُ معه، فقال: ازجُروا غِلمانَكم أن يَصْبِروا هذا الطَّيرَ للقتل، «فإنِّي سمعتُ النَّبيَّ صلعم نهى أن تُصْبَرَ بهيمةٌ(3) أو غيرُها للقَتلِ». [خ¦5514]


[1] في (ابن الصلاح): (طيراً).
[2] الغَرَض: الهدف الذي يُرمى إليه.
[3] صَبْرُ البهائم: أن تُحبَس للقتل، وتُرْمى ليصاب مقتلُها، وهي المصبورة المنهيُّ عنها؛ إذ لم يُسلَك في ذكاتها الوجهُ المأمور به.