الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا

          1271- الثَّاني والثَّلاثون: عن الزُّهريِّ عن سالمٍ عن أبيه عن رسولِ الله صلعم قال: «إذا رأيتُموه فصوموا، وإذا رأيتُموه فأفطِروا، فإن غُمَّ عليكم فاقدُروا له». [خ¦1900]
          وأخرجاه من رواية مالكٍ عن نافعٍ عن ابن عمرَ: «أنَّ رسولَ الله صلعم ذكر رمضانَ فقال: لا تصوموا حتَّى ترَوُا الهلالَ، ولا تفطِروا حتَّى ترَوه، فإن غُمَّ عليكم فاقدُروا له»(1). [خ¦1906]
          ومن حديث جَبَلةَ بن سُحيمٍ عن ابن عمرَ: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «الشَّهر / تسعٌ وعشرونَ ليلةً، فلا تصوموا حتَّى ترَوه، فإن غُمَّ عليكم فأكمِلوا العِدَّة ثلاثين»(2).
          وفي حديث معاذِ بن معاذ: «الشَّهرُ كذا وكذا وكذا وصفَّق بيدَيه مرَّتينِ بكلِّ أصابعِهِما، ونقَصَ في الصَّفْقَةِ الثَّالثة إبهامَ اليُسرى أوِ اليسرى(3)».
          وأخرجاه من حديثِ سعيدِ بن عمرِو بن سعيدِ بن العاص عن ابن عمرَ عن النَّبيِّ صلعم أنَّه قال: «إنَّا أمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نكتُبُ ولا نحسُبُ، الشَّهرُ هكذا وهكذا وهكذا. يعني مرَّةً تسعةً وعشرينَ، ومرَّةً ثلاثينَ». [خ¦1913]
          وأخرَجه البخاريُّ من حديث مالكٍ عن عبد الله بن دينارٍ عن ابن عمرَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «الشَّهرُ تسعٌ وعِشرونَ ليلةً، فلا تصوموا حتَّى ترَوه، فإنْ غُمَّ عليكُم فأكمِلوا العِدَّة ثلاثين». [خ¦1908]
          وأخرَجه مسلمٌ من حديثِ عُبيد الله بن عمرَ عن نافعٍ عن ابن عمرَ: «أنَّ رسولَ الله صلعم ذكر رمضانَ فضرَب بيديه فقال: الشَّهرُ هكذا وهكذا وهكذا _ثمَّ عقدَ إبهامَه في الثَّالثة_ صوموا لرؤيتِه وأفطِروا لرؤيتِه، فإن غُمَّ عليكم فاقدُروا ثلاثين».
          وقال يحيى القطَّان عن عُبيد الله: «فاقدُروا له».
          ومن حديث أيُّوبَ عن نافعٍ بمعناه، وقال: «فاقدروا له».
          ومن حديث سلمةَ / بن عَلقمةَ عن نافعٍ كذلك.
          ومن حديث إسماعيلَ بن جعفرٍ عن عبد الله بن دينارٍ عن ابن عمرَ، نحوه.
          ومن حديث عمرِو بن دينارٍ عن ابن عمرَ عن النَّبيِّ صلعم: «الشَّهرُ هكذا وهكذا وهكذا. وقبضَ إبهامَه في الثَّالثةِ»، لم يزد.
          ومن حديث أبي سلَمةَ بن عبد الرَّحمن عن ابنِ عمرَ عن النَّبيِّ صلعم: «الشَّهرُ تسعٌ وعشرون». لم يزد.
          ومن حديث موسى بن طلحةَ عن ابن عمرَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «الشَّهرُ هكذا وهكذا وهكذا. عشراً وتِسعاً».
          ومن حديث عُقبةَ بن حُرَيثٍ عن ابن عمرَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «الشَّهرُ تسعٌ وعشرونَ».
          قال عقبة: وأحسَبُه قال: «الشَّهرُ ثلاثون. وطبَّقَ كفَّيه ثلاثَ مِرارٍ».
          ومن حديث سعدِ بن عُبيدةَ عن ابن عمرَ: أنَّه سمِعَ رجلاً يقول: اللَّيلةُ النِّصفُ، فقال له: ما يدريك أنَّ اللَّيلةَ النِّصفُ؟ سمعت رسول الله صلعم يقول: «الشَّهرُ هكذا وهكذا. وأشار بأصابعِه العشرِ مرَّتَين، وهكذا في الثَّالثة وأشارَ بأصابِعِه كلِّها وحبَس أو خَنَس إبهامَه».


[1] فَإِنْ غُمَّ عليكم فاقدُروا له: أي قدِّروا له عدد الشهر حتى تُكملوا ثلاثين، ودليل ذلك قوله في حديث آخرَ: «فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العِدَّةَ ثلاثين»، وقيل قدِّروا له منازلَ القمر، فإن ذلك يدلُّكم على أن الشَّهرَ تسع وعشرون أو ثلاثون، قال أبو العباس بن سُرَيج: وهذا خطاب لمن خصَّه الله بمعرفة هذا العلم، وقولُه: «فأكملوا العدةَ ثلاثين» خطابٌ لمن لم يعرفْ هذا العلم من العامَّة، ويقال: اقدُروا له واقدِروا بالضم والكسر.غُمَّ الهلال إذا ستره غيمٌ أو غيرُه فلم يُرَ، وأصل ما كان من هذا الباب التغطية والاستتار.
[2] هذا لفظُ مالكٍ عن ابن دينار، ولفظ حديث جَبَلة يأتي من طريق معاذ بن معاذ.
[3] كذا في الأصلين! وضبب فوق الثانية في (ق)، وفي نسختنا من مسلم: (إبهام اليُمنى أو اليُسرى).