الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لا ينظر الله إلى من جر ثوبه

          1371- الثَّاني والثَّلاثون بعد المئة: عن مالكٍ عن نافعٍ وعبد الله بن دينارٍ وزيد بن أسلمَ عن ابن عمرَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «لا ينظرُ الله إلى مَن جَرَّ / ثوبَه خُيَلاءَ(1)». [خ¦5783]
          وأخرَجه مسلمٌ من حديث عُبيد الله عن نافعٍ، ومن حديث أيُّوبَ واللَّيثِ بن سعدٍ وأسامةَ ابن زيدٍ، كلُّهم عن نافعٍ عن ابن عمرَ بمثل حديث مالكٍ، وزادوا فيه(2) : «يومَ القيامةِ».
          ومن حديث عمرَ بن محمَّد بن زيدِ بن عبد الله بن عمرَ عن أبيه وسالمٍ ونافعٍ عن ابن عمرَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «إنَّ الَّذي يجرُّ ثيابَه من الخُيلاءِ لا ينظرُ الله إليه يومَ القيامةِ».
          ومن حديث حنظلةَ بن أبي سفيانَ عن سالمٍ عن ابن عمرَ عن النَّبيِّ صلعم بنحوِه.
          وأخرجاه من حديث مُحاربِ بن دِثارٍ وجبَلَةَ بن سُحَيمٍ عن ابن عمرَ بنحوِه، وحديثُ محاربٍ(3) عند البخاريِّ بالإسنادِ من حديث شُبابةَ عن شُعبةَ قال: لقيتُ محاربَ بن دِثارٍ على فرَسٍ وهو يأتي مكانَه الَّذي يقضي فيه، فسألتُه عن هذا الحديثِ فحدَّثَني، قال: سمعتُ ابنَ عمرَ يقول: قال رسول الله صلعم: / «مَن جَرَّ ثوبَه من مَخِيلةٍ لم ينظرِ الله إليه يومَ القيامةِ».
          قلت لمحاربٍ: أذَكرَ إزارَه؟ قال: ما خَصَّ إزاراً ولا غيرَه.
          ثمَّ قال البخاريُّ: تابعَه جَبَلةُ وزيدُ بن أسلمَ وزيدُ بن عبد الله بن عمرَ عن ابن عمرَ، قال: وقال اللَّيثُ عن نافعٍ مثلَه، وتابعَه موسى بن عُقبةَ وعمرُ بن محمَّدٍ وقُدامةُ بن موسى عن سالمٍ عن ابن عمرَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «مَن جَرَّ ثوبَه....». [خ¦5791]
          وقد أخرج البخاريُّ بالإسنادِ من حديث موسى بن عُقبةَ عن سالمٍ عن ابن عمرَ: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «مَن جَرَّ ثوبَه خُيَلاءَ لم ينظرِ الله إليه يومَ القيامةِ.
          فقال أبو بكرٍ: يا رسولَ الله؛ أحدُ شِقَّي إزاري يستَرخي إلَّا أن أتعاهدَ ذلك منه.
          فقال رسولُ الله صلعم: لستَ ممَّن يصنَعُه خُيَلاءَ». [خ¦3665]
          وأخرَجه مسلمٌ من حديث مسلمِ بن يَنَّاقَ عن ابن عمرَ: أنَّه رأى رجلاً يَجرُّ إزارَه، فقال: ممَّن أنت؟ فانتسب له، فإذا رجلٌ من بني ليثٍ، فعرَفَه ابن عمرَ، فقال: سمعتُ رسولَ الله صلعم بأذنَيَّ هاتَين يقول: «مَن جرَّ إزارَه لا يريدُ بذلك إلَّا المخِيلةَ، فإنَّ الله لا ينظرُ إليه يومَ القيامةِ».
          وليس لمسلمِ بن يَنَّاقٍ في «الصَّحيحِ» غيرُ هذا الحديثِ الواحدِ.
          وأخرج مسلمٌ نحوَ ذلك من حديث محمَّد بن عبَّاد بن جعفرٍ المخزوميِّ عن ابن عمرَ: أنَّ النَّبيَّ صلعم قال: «لا ينظرُ الله إلى مَن جرَّ ثوبَه خُيَلاءَ». /
          وأخرج البخاريُّ من حديث الزُّهريِّ عن سالمٍ عن ابن عمرَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «بينما رجلٌ يَجرُّ إزارَه من الخُيَلاءِ خُسِفَ(4) به، فهو يتجَلجَل في الأرضِ(5) إلى يومِ القيامةِ». [خ¦3485]
          وفي رواية قُدامةَ بن موسى عن سالمٍ عن أبيه عن النَّبيِّ صلعم: «مَن جرَّ ثوبَه [خُيَلاءَ لم ينظرِ الله إليه»]. [خ¦5791]
          وليس لقُدامةَ عن سالمٍ عن ابن عمرَ في «الصَّحيح» غيرُ هذا، أخرجَه البخاريُّ تعليقاً.


[1] المَخِـْيْلة: التَّكبُّر، ويقال: خال الرَّجل واختال، ورجل خالٌ وذو خالٍ أي: ذو مخيلَة، وفي كلام طلحةَ وحمزةَ: (لا نخول عليك) أي: لا نتكبرُ عليك.
[2] في (ق): (وزاد فيه).
[3] سقط قوله: (محارب) من (ابن الصلاح).
[4] خَسفُ الأرض أن تسوخَ بما عليها وتنحطَّ غائرةً.
[5] فهو يتجَلجَل في الأرضِ: الجَلجَلة حرَكةٌ مع صوت، أي: يسوخ فيها حين تُخسَف به فلا يثبتُ، ولا يزال في الانحدار.