الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أنهكوا الشوارب، وأعفوا اللحى

          1306- السَّابع والسِّتُّون: عن عُبيد الله عن نافعٍ عن ابن عمرَ قال: قال رسول الله صلعم: «أنْهِكوا الشَّواربَ(1)، وأَعْفُوا اللِّحَى(2)».
          وفي رواية يحيى بن / سعيدٍ وابنِ نُميرٍ عن عُبيد الله: «أَحْفُوا الشَّواربَ». [خ¦5893]
          وأخرجاه من حديث عمرَ بن محمَّدِ بن زيدِ بن عبد الله بن عمرَ، عن نافعٍ عن ابن عمرَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «خالِفوا المشركينَ؛ وفِّروا اللِّحى، وأَحْفُوا الشَّواربَ».
          وكان ابن عمرَ إذا حجَّ أوِ اعتمرَ قَبَضَ على لِحيتِه، فما فضَل أخَذَه. [خ¦5892]
          وروى البخاريُّ عن مكِّيِّ بن إبراهيمَ عن حنظلةَ عن نافعٍ موقوفاً عليه، قال البخاريُّ: وقال أصحابُنا: عن مكِّيٍّ عن ابن عمرَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «مِن الفطرةِ قَصُّ الشَّارِبِ». [خ¦5888]
          وفي رواية إسحاقَ بن سليمانَ عن حنظلةَ مسنَداً: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «مِن الفِطرةِ حَلقُ العانةِ، وتقليمُ الأظفارِ، وقصُّ الشَّاربِ». [خ¦5890]
          وحكاه أبو مسعودٍ من حديث إسحاقَ بن سليمانَ موقوفاً، ثمَّ قال: وقد أسنده أبو سعيدٍ الأشَجُّ وغيره عن إسحاقَ بن سليمانِ، وعن مكِّيٍّ، وهو في كِتاب البخاريِّ من روايةِ أحمدَ بن أبي رجاءٍ عن إسحاقَ بن سليمانَ مسندٌ كما قدَّمنا.
          وأخرَجه مسلمٌ من حديث أبي بكرِ بن نافعٍ عن أبيهِ عن ابن عمرَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «أَحْفُوا الشَّواربَ، وأَعْفُوا اللِّحيةَ».


[1] أنْهِكوا الشَّواربَ: أي؛ بالِغوا في الأخذ منها، وفي حديثٍ آخَرَ: «الفِطرَة قصُّ الشَّارب»، والنَّهْك النُّقصان، ويقال: نهَكَتْه الحمَّى أي: بالغت في نقصان قوَّته، والقصُّ: القَطعُ.
[2] إعفاءُ اللِّحية: توفيرُها وتكثيرها، يقال: عفا الشَّعرُ إذا كثُر وزاد، وأعفيته أي: تركته حتى عفا أي: كثُر، وقوله تعالى: {حَتَّى عَفَواْ} أي: كثُروا وكثُرَت أموالهم.