الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله

          1348- التَّاسع بعد المئة: عن مالكٍ عن نافعٍ عن ابن عمرَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «الَّذي تفوتُه صلاةُ العصرِ كأنَّما وُتِرَ أهلَه ومالَه(1)». [خ¦552]
          وأخرَجه مسلمٌ من حديث ابن شهابٍ عن سالمٍ عن ابن عمرَ بمعنى حديث مالكٍ عن نافعٍ.


[1] وُتِرَ أهلَه ومالَه: أي؛ نقَص، وقال ابن الأنباريِّ: وفيه قولٌ آخر، وهو: أنَّ الوَتر أصلُه الجِنايَة التي تُجنى على الرَّجل من قتْلِ حميمه أو أخْذِ ماله، فشبّه ما يلحَق هذا الذي تفوتُه صلاة العصر بما يلحق المَوتور من قتْلِ حميمِه أو أخْذِ ماله من الغمِّ والفَجيعَة، وفي إعراب الأهل والمال وجهان: فمَن روى وُتِر أهلُه ومالُه بالرفع أي: نقَصا، جعلهما مرفوعين بوُتِر على ما لم يسمُّ فاعله، ومن رواهما بالنَّصب جعل الضمير في وُتِر مرفوعاً بالفعل على ما لم يسمَّ فاعلُه، وجعل الأهلَ والمالَ منصوبَين على التَّعديِّة، والتقدير: وتِر في أهله وماله، فلما أُسقِط الحرفُ الخافضُ تعدَّى الفعل فنُصِب، وقوله: {وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} أي: لن ينقصكم من ثواب أعمالِكم شيئاً.