الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: صحبت النبي فلم أره يسبح في السفر

          1299- الستون: عن حفص بن عاصم بن عمرَ عن عمِّه عبد الله بن عمرَ قال: «صحِبتُ النَّبيَّ صلعم فلم أَرَهُ يسبِّحُ في السَّفر، وقال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ (1) حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21]». [خ¦1101]
          وفي حديث يزيدَ بن زُريعٍ قال: مرِضتُ فجاءني ابن عمرَ يعودُني، فسألتُه عن السُّبحةِ في السَّفر، فقال: «صحبتُ رسولَ الله صلعم في السَّفر، فما رأيته يسبِّح، ولو كنتُ مسبِّحاً لأتممتُ...» الحديث.
          ولمسلمٍ في حديث خُبَيب بن عبد الرَّحمن عن حفصِ بن عاصمٍ عن ابن عمرَ قال: «صلَّى النَّبيُّ صلعم بمِنىً صلاةَ المسافر وأبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ ثمانيَ سنينَ، أو قال: ستَّ سنينَ».
          قال حفص: وكان ابن عمرَ يصلِّي بمنىً رَكعتين، ثمَّ يأتي فِراشه، فقلت: لابن عمرَ لو صلَّيتَ بعدها ركعتين، قال: لو فعلتُ لأتممتُ الصَّلاةَ. /
          وأخرجاه من حديث عُبيد الله عن نافعٍ عن ابن عمرَ قال: «صلَّى رسول الله صلعم بمنًى رَكعتين، وأبو بكرٍ بعدَه، وعمرُ بعد أبي بكرٍ، وعثمانُ صدراً من خلافتِه، ثمَّ إنَّ عثمانَ صلَّى بعدُ أربعاً، فكان ابن عمرَ إذا صلَّى مع الإمامِ صلَّى أربعاً، وإذا صلَّاها وحدَه صلَّى ركعتين». [خ¦1082]
          وأخرَجه مسلمٌ من حديث الزُّهريِّ عن سالمٍ عن ابن عمرَ عن رسول الله صلعم: «أنَّه صلَّى صلاةَ المسافر بمِنىً وغيرِه رَكعتين، وأبو بكرٍ وعمرُ، وعثمانُ ركعتَين صدراً من خلافتِه، ثمَّ أتَمَّها أربعاً».
          وأخرَجه البخاريُّ من حديث الزُّهريِّ عن عُبيد الله بن عبد الله بن عمرَ عن أبيه نحوَه، ولم يقل: وغيره. [خ¦1655]
          وللبخاريِّ في حديث حفص بن عاصمٍ عن أبيه: أنَّه سمِع ابن عمرَ يقول: «صحِبتُ رسول الله صلعم، فكان لا يزيدُ في السَّفر على ركعتين، وأبا بكرٍ وعمرَ وعثمانَ كذلك». [خ¦1102]
          وعند مسلمٍ فيه قال: صحِبتُ ابن عمرَ في طريقِ مكَّةَ قال: فصلَّى لنا الظُّهرَ ركعتَين، ثمَّ أقبل وأقبَلنا معه حتَّى جاء رَحلَهُ، وجلَس وجلَسْنا معه، فحانَت منه التِفاتةٌ نحوَ حيثُ صلَّى، فرأى ناساً قياماً، فقال: ما يصنعُ هؤلاء؟ قلت: يسبِّحون، قال: لو كنتُ مسبِّحاً أتممت صلاتي، يا بن أخي؛ «إنِّي صحبتُ رسولَ الله صلعم في السَّفر، فلم يزِدْ على ركعتَين حتَّى قَبضَهُ الله، وصحِبت أبا بكرٍ فلم يزدْ على الرَّكعتين حتى قبضَه الله، ثمَّ صحبتُ عمرَ فلم يزدْ على ركعتَين حتَّى قَبَضَهُ الله، / ثمَّ صحبتُ عثمانَ فلم يزدْ على ركعتَين حتَّى قَبَضَهُ الله، وقد قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21]».


[1] أُسْوَة: أي قدوة.