الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إنا قافلون غداً إن شاء الله

          1396- السَّابع والخمسون بعد المئة: عن السَّائب بن فَرُّوخٍ الشَّاعرِ عن عبد الله بن عمرَ قال: «لَمَّا كان رسولُ الله صلعم بالطَّائف قال: إنَّا قافِلون(1) غداً / إن شاء الله.
          فقال ناسٌ من أصحابِ رسولِ الله صلعم: لا نبرحُ أو نفتحَها.
          فقال النَّبيُّ صلعم: فَاغْدوا على القتالِ. فغَدَوا فقاتَلوهم قتالاً شديداً، وكثُر فيهم الجِراحات، فقال رسولُ الله صلعم: إنَّا قافِلون غداً إن شاءَ الله. فسكَتوا، فضَحِك رسولُ الله صلعم».
          هكذا أخرجَه البخاريُّ في الأدبِ عن قُتيبةَ، وقال فيه: عن عبد الله بن عمرَ. [خ¦6086]
          وأخرَجه هو ومسلمٌ في المغازي، وفيه عندهما: عن عبدِ الله بن عمرٍو. [خ¦4325]
          والحديث من حديث ابن عُيينةَ، وقد اختُلفَ فيه عليه، منهم من قال عنه هكذا، ومنهم من قال هكذا، ومنهم من رواه عنه بالشَّكِّ.
          قال أبو بكرٍ البَرقانيُّ: وعبد الله بن عمرَ أصحُّ، وهكذا أخرجَه أبو مسعودٍ في مسند ابن عمرَ(2) وليس للسَّائب في مسند ابن عمرَ غيرُ هذا الحديثِ المختلَفِ فيه.


[1] القُفول: الرُّجوع.
[2] قال المزي في «التحفة» 7/7043 ░7043▒: القدماء من أصحاب سفيان قالوا: (ابن عمر)، والمتأخرون منهم قالوا: (ابن عمرو)، ومنهم من لم ينسبه، والاضطراب فيه عن سفيان، قال أبو عوانة: رواه عن سفيان من أصحابه من يفهم ويضبط، فقالوا: (ابن عمرَ).انتهى باختصار.