الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: وقد أغار رسول الله على بني المصطلق

          1382- الثَّالث والأربعون بعد المئة: عن ابن عَونٍ قال: كتبتُ إلى نافعٍ أسألُه عن الدُّعاء قبل القِتال، فكتَب إليَّ: إنَّما كان ذلك في أوَّلِ الإسلامِ، «وقد أغارَ رسولُ الله صلعم على بني المُصطَلِقِ وهم غارُّون(1)، وأنعامُهم تُسْقَى على الماء، فقتَلَ مُقاتِلتَهم، وسبى ذَراريَّهم، وأصابَ يومئذٍ جُويريَةَ»، وفي كتاب مسلمٍ: قال يحيى: أحسَبه قال: «جُويريَةَ» أو [«ألينةَ»](2) حدَّثني به عبدُ الله ابن عمرَ، وكان في ذلك الجَيشِ. / [خ¦2541]
          وهذا هو المتنُ الآخَرُ المتَّفقُ عليه الَّذي جمعه أبو مسعودٍ مع حديث النَّفلِ الَّذي انفرَد به مسلمٌ، ولكلِّ واحدٍ منهما إسنادٌ غير إسنادِ الآخَرِ.


[1] وهُم غارُّون: غافلون لم يشعروا به، يقال: اغتررتُ فأنا غارٌّ ومغتَرٌّ.
[2] بفَتحِ الهمزَةِ وكَسرِ اللَّامِ بعدها يَاء باثنتين تحتها مخفَّفة، قال القاضي: ظنَّه اسماً، وأنّ شَكَّ يحيى بنِ يحيى إنَّما هو في تَغيِير الاسم لا في إثباته أو سُقوطه، ويحيى إنَّما شكَّ هل سمِعَ في الحديثِ زِيادَة اسمِ جُوَيرِية أو إنَّما سَمِع ابنة الحارث فقط، ثمَّ نفى الشَّكَّ عن نَفسِه بعد قوله: (أحسِبُه قال: جُوَيرِية، فقال: أو الْبتَّة) أي: إنِّي أحقِّق أنّه قالها، ومثل هذا في حديث يحيى بنِ يحيى كثيرٌ.«مشارق» 1/5.