الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك

          1247- الثَّامن: عن ابن شهابٍ عن سالمٍ عن ابن عمرَ قال: «سمعتُ رسولَ الله صلعم يُهِلُّ مُلَبِّداً(1) : لبَّيكَ اللهمَّ لبَّيك، لا شريكَ لكَ لبَّيك، إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك والملكَ، لا شريكَ لك». لا يزيدُ على هذه الكلماتِ. [خ¦5915]
          زاد في حديث حرملةَ: وإنَّ عبدَ الله بن عمرَ كان يقول: «كانَ رسول الله صلعم يركَع بِذِي الحُليفةِ رَكعتَين، ثمَّ إذا استَوت به النَّاقةُ قائمةً عندَ مسجدِ ذي الحُليفةِ أهَلَّ بهؤلاءِ الكلمات»، وكان عبدُ الله ابن عمرَ يقول: «كان عمرُ بن الخطَّابِ يُهِلُّ بإهلالِ رسول الله صلعم من هؤلاء الكلمات، ويقول: لبَّيكَ اللهمَّ لبَّيك، لبَّيك وسعدَيك، والخيرُ في يدَيك، لبَّيكَ والرَّغْباءُ إليكَ والعملُ».
          وأخرجاه من حديث مالكٍ عن نافعٍ عن ابن عمرَ مسنداً بنحوِه مع الزِّيادة. [خ¦1549]
          وأخرَجه مسلمٌ من حديثِ عُبيد الله عن نافعٍ عن ابن عمرَ قال: «تلقَّفْتُ التَّلبيةَ من رسولِ الله صلعم...»، فذكَر نحوَه مع الزِّيادة. /
          ومن حديثِ موسى بنِ عُقبةَ عن سالمٍ ونافعٍ وحمزةَ بن عبد الله بن عمرَ عن عبد الله بن عمرَ: «أنَّ رسولَ الله صلعم كان إذا استَوتْ به راحلَتُه قائمةً عند مسجدِ ذي الحُليفة أهَلَّ، فقال: لبَّيكَ اللهمَّ لبَّيك، لا شريكَ لك لبَّيكَ، إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك والملكَ، لا شريكَ لك.
          قالوا: وكان عبد الله يقول: تلبيةُ رسول الله صلعم.
          قال نافع: كان عبد الله يزيدُ مع هذا: لبَّيك لبَّيك، لبَّيك وسعدَيك، والخيرُ بيدَيك، لبَّيك والرُّغْبى(2) إليك والعملُ».
          ولم أجد فيما عندَنا من كتاب أبي مسعودٍ حديثَ موسى بن عقبةَ هذا عن واحدٍ من الثَّلاثةِ أصلاً، وهو في كتاب مسلمٍ في أوَّل المناسك.
          وعند البخاريِّ من حديث يونسَ عن ابن شهاب عن سالمٍ _من رواية أحمد بن عيسى عن ابنِ وهبٍ_ أنَّ ابن عمرَ قال: «رأيتُ رسولَ الله صلعم يركَب راحلتَه بِذي الحُليفةِ، ثمَّ يُهِلُّ حتَّى تستوي به قائمةً»، لم يزد، وهو طرفٌ من الأوَّل. [خ¦1514]


[1] لبَّد الرّجلُ رأسَه يلبِّده: أي؛ جعل فيه شيئاً من الصَّمغِ المحلول ليتلبَّد الشعرُ، والفاعلُ ذلك برأسه ملبِّدٌ.
[2] في (ابن الصلاح): (والرَّغباء) وكذا في مسلم.وفي الدعاء: «والرُّغبى إليك» أي: الرَّغبةُ إليك، قال ابنُ السِّكِّيت: الرُّغبى بالضم والقصر، والرَّغباء: بفتح الراء والمد، وفيهم من يختار الفتحَ والقصرَ، رغِبتُ رغبَةً ورغبَى، كما يقال: سَكْرى.