الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن رسول الله كان يسبح على ظهر

          1255- السَّادس عشر: عن الزُّهريِّ عن سالم عن ابنِ عمرَ: «أنَّ رسولَ الله صلعم كان يُسَبِّحُ(1) على ظهرِ راحلتِه حيث كان وجهُه، يومئُ برأسِه»، وكان ابن عمرَ يفعلُه. / [خ¦1105]
          ولمسلمٍ فيه عن حرملةَ: «يُسَبِّحُ على الرَّاحلةِ قِبَلَ أيِّ وَجهٍ توجَّه، ويوتر عليها، غيرَ أنَّه لا يصلِّي عليها المكتُوبةَ».
          وأخرجاه من حديثِ سعيدِ بن يسارٍ قال: كنت أسيرُ مع عبد الله بنِ عمرَ بطريقِ مكَّةَ، فلمَّا خشيتُ الصُّبحَ نزلتُ فأوترْتُ، ثمَّ لحقتُه، فقال عبدُ الله بنُ عمرَ: أينَ كنتَ؟ فقلت: خشِيتُ الصُّبحَ، فنَزلتُ فأوتَرتُ، فقال: أليسَ لكَ في رسولِ الله صلعم أسوةٌ حسنةٌ؟ فقلت: بلى والله! فقال: «إنَّ رسولَ الله صلعم كان يوترُ على البَعيرِ». [خ¦999]
          وأخرَجه البخاريُّ تعليقاً فقال: وقال اللَّيثُ: حدَّثني يونسٌ عن ابن شهاب قال سالم: كان عبدُ الله يصلِّي على دابَّته من اللَّيلِ وهو مسافرٌ، ما يبالي حيثُ كان وجهُه.
          قال ابن عمرَ: «وكان رسولُ الله صلعم يُسَبِّحُ على الرَّاحلةِ» وذكَر مثلَ حديثِ حرملةَ إلى آخرهِ. [خ¦1098]
          وأخرَجه البخاريُّ من حديث موسى بنِ عقبةَ عن نافعٍ عن ابن عمرَ: أنَّه كان يصلِّي على راحلَتِه ويوترُ عليها، ويخبِرُ «أنَّ النَّبيَّ كان يفعَلُه». [خ¦1095]
          ومن حديث عبد العزيزِ بنِ مسلمٍ القَسْمَليِّ عن عبدِ الله بنِ دينارٍ قال: كان ابنُ عمرَ يصلِّي في السَّفرِ على راحلَتِه أينما توجَّهتْ يومئُ، وذكرَ عبدُ الله «أنَّ النَّبيَّ صلعم كان يفعَلُه». [خ¦1096]
          وأخرَجه البخاريُّ من حديث جُويريَةَ بنِ أسماءَ عن نافعٍ عن ابن عمرَ قال: / «كانَ رسولُ الله صلعم يصلِّي في السَّفرِ على راحلَتِه حيث توجَّهتْ به، يومئُ إيماءً؛ صلاةَ اللَّيلِ إلَّا الفرائضَ، ويوترُ على راحلَتِه». [خ¦1000]
          وأخرَجه مسلمٌ أيضاً من حديث سعيد بنِ يسارٍ عن ابن عمرَ قال: «رأيتُ النَّبيَّ صلعم يصلِّي على حمارٍ، وهو متوجِّهٌ إلى خَيبرَ»، لم يزد.
          وأخرَجه مسلمٌ أيضاً من حديثِ عُبيد الله بن عمرَ عن نافعٍ عن ابن عمرَ: «أنَّ رسولَ الله صلعم كان يصلِّي على راحلتِه حيثُ توجَّهتْ به».
          وفي حديثِ ابنِ نُميرٍ: «كان يصلّي سُبْحَتَهُ حيثُما توجَّهت به ناقتُه».
          وأخرَجه أيضاً من حديث سعيدِ بن جُبيرٍ عن ابن عمرَ قال: «كان النَّبيُّ صلعم يصلِّي على دابَّته وهو مُقبِلٌ من مكَّةَ إلى المدينة حيثُما توجَّهتْ به، وفيه نزلت: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ (2) وَجْهُ اللّهِ} [البقرة:115]».
          ومن حديث مالكٍ عن عبد الله بن دينارٍ عن ابن عمرَ قال: «كان رسولُ الله / صلعم يصلِّي على راحلتِه حيثُ توجَّهتْ به»، قال عبدُ الله بن دينارٍ: وكان ابنُ عمرَ يفعَل ذلك.
          ومن حديث يزيدَ بن عبدِ الله بن أسامةَ بن الهادِ عن عبدِ الله بن دينارٍ عن عبد الله بن عمرَ قال: «كان رسول الله صلعم يوترُ على راحلتِه».


[1] السُّبحَة: صلاةُ النَّافِلَة، والفِعل منه سبَّح يُسبِّح، والتَّسبِيحُ: تنزيه الله عن السُّوء، والفِعل منه مِثلُ ذلك.
[2] فأينما تُولُّوا: أي؛ تُوجِّهوا وجوهَكم، وكذلك قوله: {فَوَلِّ وَجْهَكَ} أي وجِّه وجهك، وكذلك {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} أي: مستقبلُها، وقد يكون بمعنى الانصراف والتَّولِّي قال تعالى: {يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ}، ويقال: ولَّيت وتولَّيت، وقيل: {مُوَلِّيهَا} أي: متولِّيها ومتَّبعها وراضيها، وقال أبو معاذ النحويُّ: التَّولِّي يكون بمعنى الإعراض وبمعنى الاتِّباع، قال تعالى: {وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} أي: تُعرِضوا عن الإسلام، وقال تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} أي: مَن تبعهم ونصُرهم، ويقال: تولَّيتُ الأمر إذا وَلِيتَه وقمتَ به، قال تعالى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} أي: وَلِيَ إشاعةَ الإفْكِ وزُورَه.