الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا

          1257- الثَّامن عشر: عن الزُّهريِّ عن سالمٍ عن ابن عمرَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «إذا استأذَنَتْ أحدَكم امرَأتُه إلى ا لمسجد فلا يَمنَعْها». [خ¦873]
          وفي حديث حرملةَ عن ابن وهبٍ قال: فقال بلال بن عبد الله: والله لنَمنَعُهُنَّ.
          قال: فأقبَل عليه عبدُ الله فسبَّهُ سبَّاً سيِّئاً ما سمِعتُه سبَّه مثلَه قطُّ، وقال: أُخبرُك عن رسول الله صلعم وتقول: والله لنَمنَعُهُنَّ؟!.
          وأخرجاه من حديث حنظلةَ بن أبي سفيانَ الجُمَحيِّ عن سالمٍ عن أبيه عن / النَّبيِّ صلعم قال: «إذا استأذَنكُم نساؤُكم باللَّيلِ إلى المسجد فأْذَنوا لهُنَّ». [خ¦865]
          كذا قال أبو مسعودٍ.
          وقال: أخرَجاه من حديثِ عُبيد الله بن عمرَ عن نافعٍ عن ابن عمرَ: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «لا تمنعوا إماءَ الله مساجدَ الله».
          وفي حديث أبي أسامةَ عن عُبيد الله: كانتِ امرأةٌ لعمرَ تشهدُ صلاةَ الصُّبحِ والعشاء في الجماعةِ في المسجدِ، فقيل لها: لم تخرجين وقد تعلَمين أنَّه يَكره ذلك ويَغارُ(1) ؟ قالت: فما يمنعُه أن ينهاني؟ قالوا: يَمنعُه قولُ رسولِ الله صلعم: «لا تمنعوا إماءَ الله مساجدَ الله». [خ¦900]
          قال: وأخرجاه من حديثِ مجاهدِ بن جَبرٍ عن ابن عمرَ قال: قال رسول الله صلعم: «لا تَمنعوا النِّساءَ من الخروجِ إلى المساجدِ باللَّيل».
          وفي حديث شَبَابَةَ عن وَرقاءَ: «ائذنوا للنِّساءِ باللَّيلِ إلى المساجدِ».
          فقال ابنٌ له يقال له: واقِدٌ، قال: إذاً يَتَّخِذْنَهُ دَغَلاً(2)، قال: فضرَبَ في صَدرِه وقال: / أحدِّثُكَ عن رسولِ الله صلعم، وتقول: لا؟!. [خ¦899]
          وأخرَجه مسلمٌ من حديثِ بلالِ بن عبد الله بن عمرَ عن أبيه: أنَّ رسولَ الله صلعم قال: «لا تمنعوا النِّساءَ حظوظَهنَّ مِن المساجِدِ إذا استأذَنَّكُم».
          فقال بلال: والله لَنمنعُهنَّ! فقال له عبد الله: أقول: قال رسولُ الله، وتقولُ أنت: نَمنَعُهُنَّ؟!.


[1] غار على أهلِه يَغارُ غَيرَة، والمصدرُ بفتح الغَين إذا أشفَق وخاف، والغِيرةُ بكسر الغَين المِيرَةُ، يقال: غارَهُم يَغِيرُهم ويَغُورُهم إذا أمدَّهم بمِيرَة، والغِيَرَةُ: الدِّيةُ أيضاً، وجمعُها غِيَر، وفي الحديث في الذي طلب القَوَد: «ألا الغِيرَ»، كأنه حضَّه على أخذ الدِّية وتركِ القَوَد، قال ابن الأنباري: وإنما سمِّيت الدِّية غِيَراً لأنها غُيِّرت عن القَوَد إلى غيره.
[2] الدَّغَل: الفسَاد، وقد أدْغَل في الأمر إذا أدْخَل فيه ما يخالفُه، والدَّغاوِل الدَّواهي، وأصلُ الدَّغَل الشَّجرُ الملْتفُّ الذي يستَتِر به أهل الفَساد، وقيل: اتخذوا دين الله دَغَلاً، أي: خديعةً يخدَعون بها النّاسَ، والدُّخولُ في الرِّيبة دغَلٌ.