الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ما بعث الله من نبيّ إلا أنذره

          1294- الخامس والخمسون: عن محمَّد بن زيدِ بن عبد الله بن عمرَ عن جدِّه عبد الله بن عمرَ قال: «كنَّا نتحدَّث عن حَجَّة الوداع، والنَّبيُّ صلعم بين أظهُرِنَا، ولا ندري ما حَجَّة الوَداع، حتَّى حَمِدَ الله رسولُ الله صلعم وأثنى عليه، ثمَّ ذكر المسيح الدَّجَّال فأطنَب في ذكره(1) وقال: ما بعثَ الله من نبيٍّ إلَّا أنذرَه / أمَّته، أنذره نوحٌ والنَّبيُّون من بعده، وإنَّه يخرجُ فيكم، فما خَفِيَ عليكم من شأنِه، فليس يَخفَى عليكم أنَّ ربَّكم ليس بأعورَ، وإنَّه أعورُ عين اليُمنى، كأنَّ عينَه عِنبةٌ طافيةٌ، أَلَا إنَّ الله حرَّم عليكم دماءكم وأموالَكم كحُرمة يومكم هذا في بلدِكم هذا، أَلَا هل بلَّغتُ؟ قالوا: نعم، قال: اللهمَّ؛ اشهد _ثلاثاً_ ويلَكم _أو ويحَكم_ انظروا، ولا ترجِعوا بعدي كُفَّاراً يضرِب بعضُكم رِقاب بعضٍ». هكذا عند البخاريِّ بطوله. [خ¦4402]
          وأخرج مسلمٌ طرفاً منه وهو قوله: «ويحَكم _أو قال: ويلَكم_ لا ترجِعوا بعدي كُفَّاراً يضرِب بعضُكم رقاب بعضٍ».
          وقد أخرج البخاريُّ هذا الطَّرف منه في موضعٍ آخرَ، من حديث محمَّد بن زيد أيضاً عن جدِّه. [خ¦6166]
          وأخرجا جميعاً الفصلَ الَّذي فيه: «أتدرون أيُّ يومٍ هذا؟».
          وتحريمُ الدِّماء والأعراضِ في موضعٍ بعده، دون ذِكر الدَّجَّال، و: «لا ترجِعوا كُفَّاراً». [خ¦1742]
          قال البخاريُّ: وقال هشام بن الغازِ عن نافعٍ عن ابن عمرَ: «وقف النَّبيُّ صلعم يومَ النَّحر بين الجمَرات في الحَجَّة الَّتي حجَّ فيها، وقال: أيُّ يومٍ هذا؟». نحوُ ما في حديث محمَّد بن زيدٍ، وقال: «هذا يومُ الحجِّ الأكبر. فطفِقَ(2) النَّبيُّ / صلعم يقول: اللهمَّ اشهد. ثمَّ ودَّع النَّاسَ، فقالوا: هذه حَجَّةُ الوَداع». [خ¦1742]


[1] ذكر الدَّجَّال فأطنَب في ذكره: أي؛ بالغ في البيان عنه وفي أوصافه.
[2] طفِق يفعل كذا، وأقبل يفعل كذا، وعلِق يفعلُ كذا، أي: أخذ في الفعل واشتد فيه، وقد تقدَّم.