الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه

          1395- السَّادس والخمسون بعد المئة: عن سعيد بن الحارثِ بن المعلَّى الأنصاريِّ عن عبد الله بن عمرَ قال: «اشتكى سعدُ بن عبادةَ شَكوى له، فأتاه النَّبيُّ صلعم يعودُه مع عبد الرَّحمن ابن عَوفٍ وسعدِ بن أبي وقَّاصٍ وعبدِ الله بن مسعودٍ، فلمَّا دخَل عليه وجَده في غَشيَّةٍ، فقال: قد قضى؟ فقالوا: لا يا رسولَ الله، فبكى رسولُ الله صلعم، فلمَّا رأى القومُ بكاءَ النَّبيِّ صلعم بكَوا، قال: أَلَا تسمَعون؟ إنَّ الله لا يعذِّبُ بدمعِ العين، ولا بحُزنِ القلب، ولكن يعذِّبُ بهذا _وأشار إلى لسانه_ أو يرحَمُ». [خ¦1304]
          وأوَّلُه عند مسلمٍ من حديث عُمارةَ بن غَزيَّةَ عن سعيد بن الحارثِ عن ابن عمرَ قال: «كنَّا جُلوساً مع رسولِ الله صلعم، إذ جاءه رجلٌ من الأنصار، فسلَّم عليه، ثمَّ أدبرَ الأنصاريُّ، فقال رسولُ الله صلعم: يا أخا الأنصارِ؛ كيف أخي سعدُ بن عبادةَ؟ فقال: صالحٌ، فقال رسولُ الله صلعم: مَن يعودُه منكم؟ فقام وقمنا معه، ونحن بِضعة عشَر، ما علينا نِعالٌ ولا خِفافٌ ولا قلانسُ ولا قُمُصٌ، نمشي(1) في تلك السِّباخ حتَّى جئناه، فاستأخَر قومُه من حوله، حتَّى دنا رسولُ الله صلعم وأصحابُه الَّذين معه». لم يزِدْ مسلمٌ في حديث عُمارةَ على هذا.


[1] في (ابن الصلاح): (فمشى)، وما أثبتناه موافق لنسختنا من رواية مسلم.