الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لا عدوى ولا طيرة، وإنما الشؤم

          1240- الحديثُ الأوَّل: عن سالمٍ وحمزةَ ابنَي عبدِ الله بن عمرَ _من رواية يونسَ عن الزُّهريِّ عنهما_ عن ابن عمرَ قال: قال رسول الله صلعم: «لا عَدوى(1) ولا طِيَرةَ(2)، وإنَّما الشُّؤمُ في ثلاثٍ: في الفَرَسِ والمرأةِ والدَّار». [خ¦5772]
          وغيرُ يونسَ بن يزيدَ لا يذكُر عن الزُّهريِّ فيه العَدوى والطِّيَرةَ، منهم: مالكُ بن أنسٍ [خ¦5093]
          وسفيانُ بن عُيينةَ [خ¦2858] وإبراهيمُ بن سعدٍ وعُقَيلُ بنُ خالدٍ وعبدُ الرَّحمن بنُ / إسحاقَ وشُعيبُ بنُ أبي حمزةَ.
          وأخرجاه من حديث محمَّدِ بن زيدِ بنِ عبد الله بن عمرَ عن جدِّه قال: «ذكروا الشُّؤمَ عند النَّبيِّ صلعم، فقال: إنْ كان الشُّؤمُ ففي الدَّار والمرأةِ والفَرسِ». [خ¦5094]
          وأخرَجه مسلمٌ من حديث عُتبةَ بنِ مسلمٍ عن حمزةَ وحدَه عن أبيه: في المرأة والفرَس والمسكَن.
          وأخرج البخاريُّ من حديث عمرِو بنِ دينارٍ المكِّيِّ قال: كان ههنا رجلٌ اسمُه نَوَّاس، وكان عنده إِبلٌ هِيمٌ(3)، فذهب ابنُ عمرَ فاشترى تلك الإبلَ من شَريكٍ له، فجاء إليه شريكُه فقال: بِعنَا تلك الإبِلَ، قال: مِمَّن؟ قال: من شيخٍ كذا وكذا، قال: ويحك! ذاك والله ابنُ عمرَ، فجاءه فقال: إنَّ شريكي باعَك إبِلاً هِيماً ولم يُعَرِّفْك، قال: فاسْتَقْها(4)، فلمَّا ذهب ليستاقَها قال: دعْها، «رضينا بقضاءِ رسول الله صلعم، لا عدوَى». [خ¦2099]


[1] لا عدوى: العَدوى؛ أن يكون ببعيرٍ جرَبٌ، أو بإنسان مرضٌ أو برص أو جُذام، فتتّقيَ مخالطتَه ومؤاكلتَه مخافةَ أن يعدُو ما به إليك، ويتعلّق بك منه أذى، فأبطَل الإسلامُ ما كانت الجاهلية تتوهَّمه، وقال عليه الصلاة والسلام: «لا عَدْوَى».
[2] الطّيَرة: ما يُتشاءَمُ به ويُخافُ عاقبتُه، ورجلٌ مشؤومٌ؛ أي: يُخاف عاقبَةُ شرِّه، {وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ}: همُ الذين سُلك بهم طريقُ الشّقاء، وقوله عليه السلام: «إن كان الشُّؤمُ ففي الدَّار والفرس والمرأة» أي: إن كان ما يُكرَه ويُخاف عاقبته ففي هذه الأصناف.
[3] الإِبِل الهِيمُ: هي التي يصيبها داءٌ، يقال له الهُيامُ، يُكسبُها العطشَ فلا ترْوَى من الماء، وربما أدَّاها ذلك إلى الموت، الواحد أهيَم وهَيْمان.
[4] يستاقها: يسُوقُها ويردُّها.