الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: رأيت رسول الله حين يقدم مكة

          1248- التَّاسع: عن الزُّهريِّ عن سالمٍ عن ابن عمرَ قال: «رأيتُ رسولَ الله صلعم حين يَقدَمُ مكَّةَ إذا استلمَ(1) الرُّكنَ الأسودَ، أوَّلَ ما يطوف يَخُبُّ(2) ثلاثةَ / أطوافٍ من السَّبعِ». [خ¦1603]
          وقد أخرجاه من حديث عُبيد الله بن عمرَ عن نافعٍ عن ابن عمرَ: «أنَّ رسول الله صلعم كان إذا طافَ بالبيتِ الطَّواف الأوَّل خَبَّ ثلاثاً ومشى أربعاً، وكان يسعى(3) ببطنِ المَسيلِ إذا طافَ بين الصَّفا والمروةِ»، وكان ابن عمرَ يفعلُ ذلك. [خ¦1617]
          وفي حديث ابن المباركِ عن عُبيد الله: «رَمَلَ رسولُ الله صلعم من الحَجَر إلى الحجرِ ثلاثاً، ومشى أربعاً».
          وفي حديث سُليم بن أخضرَ عن عُبيد الله نحوُه.
          وأخرجاه من حديث موسى بن عقبةَ عن نافعٍ عن ابن عمرَ بنحوه، وزاد: «ثمَّ يصلِّي سجدتَينِ _يعني بعد الطَّواف بالبيت_ ثمَّ يطوف بين الصَّفا والمروة». [خ¦1616]
          وأخرَجه البخاريُّ من حديث فُليح بن سليمانَ عن نافعٍ عن ابن عمرَ: «أنَّ النَّبيَّ صلعم سعى ثلاثةَ أشواطٍ(4)، ومشى أربعةً، في الحجِّ والعمرةِ». [خ¦1604]
          قال: / وتابعهُ اللَّيثُ عن كثير، يعني ابنَ فَرْقَد. [خ¦1604]


[1] الاسْتِلامُ: لَمس الحجَرِ أو الرُّكنِ باليد.
[2] الخبَبُ: ضرْبٌ من العَدوِ؛ فوق المَشيِ ودون الجَري.
[3] السَّعي بين الصَّفا والمروة نحوُ العدوِ، ومنه قوله في إتيان الصلاة: «فلا تأتوها تَسعَون»، أي: تعدُون، والسَّعي يكون مشياً، ويكون عَدواً، ويكون عمَلاً، ويكون تصرُّفاً في كل أمر من صَلاحٍ أو فَسادٍ، ويكون السَّعيُ قصداً.
[4] الشَّوطُ: الطَّلَقُ، والطَّلَق: العَدْوُ الذي يسعى فيه الرجل، أي: يعدوه بإرداته أو لاتباع أمرٍ فيه، والأشواط في الحج معروفةٌ بالقَدْر.